لاحت لطرفك غادة خطرت
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لاحت لطرفك غادة خطرت | فأذكت عنبراً بيضاء ناعمة الخدود |
سفرت فزحزحت الدجى وسبت محاسنها | الورى تفتر عن شنب برود |
متبولها سلت الحجى وعميدها | منع الكرى والعين حرمت الهجود |
أضنى المحب جمالها وكسته برداً أصفراً لما تمادت في الصدود | |
لم ترث عابد حسنها حتى غدا | متحيّراً في الأسر يرسف في القيود |
يطوي الموامي جاهلاً يرجو الوصول | وما درى منع الكريم عن الورود |
شرع الهوى وبني الهوى كون الغريب | مسخّراً جور به قضت الشهود |
أتظن من بعد القلى يا ليت شعري | هل ترى يوماً يعود له السعود |
فعسى وليت تعلة أو بالزمان | مبشّراً لمسود أضحى المسود |
والدهر يغلب غدره بذوي العلا | متخيّراّ شم الأبوّة والجدود |
صبراً وإن أبدى الجفا ولسوف يهزم | مجبراً فالصبر إرغام الحسود |
سيتوب عمّا قد جنى متندّماً | حيث اجترى متجاوزاً أقصى الحدود |
ومن الغرور لمامه بذمام مرفوع | الذرى بنزيل سلطان الوجود |
أسنى الملوك زعيمها عثمان ضرغام | الشرى رب الجحافل والبنود |
الآصفيّ أرومة أزكى المنابت | عنصراً وأجل من قاد الجنود |
من دوحة المجد انتمى فرع تطاول | مثمراً فشأى وأمعن في الصعود |
أقوى الكماة شكيمة أسمى الذوائب | مفخراً ركن الفضائل والعمود |
فتاق كل عويصة حلال | معقود العرى وابر موفٍ بالعهود |
فهو الكمال مشخصاً وهو الجمال | مصوراً وخلاله كرم وجود |
أحيا الفنون ودرسها زند العلوم | به ورى وبه انجلت ظلم الجمود |
فصل الخطاب كلامه مهما تعالى | منبراً يرضى المسالم والعنود |
وإذا تصدر خاطباً ألقى البيان | محبراً درٌّ ينسق في العقود |
غمر البلاد مواهباً عمر المدائن | والقرى وحمى بهيبته الحدود |
أعطى فأنسى حاتماً ونداه | أخجل جعفراً فهو السحاب إذا يجود |
كهف العفاة ثمالهم سيب النوال | إذا انبرى يهب الجوائز للوفود |
لف الكتائب شأنه مهما يجهز | عسكراً بالفتح مبتهجاً يعود |
ملك بمشتجر القنا دحر العدو | القهقرى عن حوض منصبه يذود |
ثبت الجنان مغامر سر الجدود | به سرى أسدٌ فرائسه الأسود |
يفشي السلام مسالماً ولدى الكريهة | قسوراً ولمن أناب أب ودود |
يعطي الحوادث قسطها لمن اجتدى | ومن اجترى فعلاته بيض وسود |
عدل يسوسُ به الورى هذا الحسام | وذا القرى للمستقيم وللجحود |
كبت الإله خصومه لا زال غيظ | من امترى وأذلهم ذل اليهود |
وزهت به أيامه متمكناً | ومظفراً ولملكه كتب الخلود |
باليمن مقرون المدى وبنيه | أقمار السرى في أوج دائرة السعود |
وليهن مع أشباله داموا ملاذاً | للورى سخنت بهم عين الحسود |
ما شيم عارض غيمة أبداً وما | برق شرى وتلته جلجلة الرعود |
يا ابن الملوك ذوي الندى يا ابن المصاحب | في حرى سمعاً لنا درة الوجود |
قابل نتيجة فكرتي وَافَتْكَ خودٌ | تشترى بقبولها لا بالنقود |
واصخ لها عربية تهدى الثناء | معطراً من كل قافية شرود |
تذر الفرزدق خاضعاً ولهها يقر | الشنفري ويطيل عنترة السجود |