ضحكت أزاهير الحدائق والربا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ضحكت أزاهير الحدائق والربا | وسرت برياها النعامى والصبا |
والطير في عذباتها تهدي إلى | أسماعنا السجع الرخيم المطربا |
ودنت أوابد كل وادٍ فالمها | والعصم ترتع في المحاجر والظبا |
والحور ترقص في الخدور مسرة | حتى حسبنا كل خدرٍ ملعبا |
من كل غانية تخال جبينها | بدراً تألق نوره أو كوكبا |
عصماء في صدق الحجاب وغادة | غرّاء ليس لها التحجّب مذهبا |
يُومَين بالتسليم رافعة ً إلى | الجبهات بلور البنان مخضبا |
ملئت قلوب العالم الإنسي | بالبشرى فكاد لها الحجا أن يحجبا |
يمشون في حبر الحبور كأنهم | في الحان أو عادوا إلى سن الصبا |
يتبادلون تحية الأفراح من | تلقاه مهم صاح مرحى مرحبا |
ما ذاك إلاّ أن ذا التاج الذي | ما فوقه غير الخلافة منصبا |
عثمان أعطى ابنيه والأخوين ألقاباً | تحل لمن تقلّدها الحبى |
الآصفي الماجد الأجداد من | أحفاد صِدِّيق الحبيب المجتبى |
طابت أرومتهم وهل يلد الكريم | الطيب الأعراق إلاّ طيبا |
انظر تجدهم أكرم الأملاك ثم | انظر تجد عثمان أمضاهم شبا |
أعلى وأكرم من رقى عرش الجلالة | خاطباً ينهى ويأمر معربا |
ان يسر سار مشيّعاً قمر السماء | له وكن له الكواكب موكبا |
ملكٌ له الرايات تخفق مشرقا | وبمجده الأمثال تضرب مغربا |
ان تبد منه إشارة نهضت ملوك | زمانه يتساءلون عن النبا |
علماً بأنّ أمام صولته يعود | النسر بوماً والغضنفر ثعلبا |
حلاّل كل عويصة بالسيف والخطيّ | مهما يبلغ السيل الربى |
ضبط الممالك ساسها بفراسة ٍ | راءٍ بها ما عن سواه تغيّبا |
أقصى ذوي الأطماع والحمقى ولا | حرج إذا طرد السليم الأجربا |
ما رام خوّانو الأمانة كيده | في حادث إلا وعادوا خيبا |
حاميه حازم رأيه وثباته | في العزم لا وجلاً ولا متهيبّا |
ونسور كرّ لا جناح لها سوى | الخيل العراب مُسَوَّمَاتٍ شُزّبا |
وكتائب خضر إذا زحفت يصير | بنقعها جو الظهيرة غيهبا |
سبَّاق غاي المجد ما ملكٌ جرى | لِلِحَاقِه إِلاَّ تَأَخَّر واْخْتَبا |
غيثٌ سواجمه نفائس ما اقتنى | ليثٌ براثنه الأسنة والظبا |
معطي الهبات الجم مبتدئاً فلا | يحتاج راجي رفده أن يطلبا |
بحماه ما نزل امرؤٌ إلا وأمسى | في سوابغ جوده متقلّبا |
الواسع الكرم العميم الواهب الذهب | المحال وفيره أن يحسبا |
غمر المدائن والقرى عدلاً وأمطرها | من الإحسان سَحّاً صَيِّبا |
حتى استحال الوعر سهلاً والمفازة | روضة ً والقفر أخصب معشبا |
بسط الأمان فتحت ظل لوائه | لا خائفاً تلقى ولا مترقِّبا |
وبنى صروح العلم حتى عاد ليل | الجهل صبحاً والسفيه مهذبا |
وقضى ببر بنى الزكية فاطمٍ | عملاً بما المولى تبارك أوجبا |
يا أيها الملك الهمام ومن به | زمر العناد تمزّقوا أيدي سبا |
قلّدت أشبال الشرى ومنحتهم | علم الامارة والطراز المذهبا |
هم زندك الأقوى وحد حسامك | الماضي المذلل في الوغى ما استعصبا |
بك يقتدون محلّقين إلى العلى | وبهم تكون قرير عين معجبا |
سيما ولي العهد من بمطارف الآداب | والعلم اكتسى وتجلببا |
سيشد أزرك خاطباً أو ضارباً | ويكون ردأك مصعداً ومصوبا |
يكفيك تدبير الممالك حازماً | متفقداً عمرانها والسبسبا |
وإليك من سحر البيان فريدة | أحرى بغير التبر أن لا تكتبا |
عقد من الدر النفيس منضد | لسواك يسمو أن يسام ويجلبا |
من نظم قاصي الدار حل بسوحكم | واختار حسن جواركم فتغربا |
خدم المعارف والعلوم وألف الكتب | النفسية في الفنون ورتبا |
لك داعياً وبنيك بالفتح المبين | وبالرقي بسر أشباح العبا |
ولضبط هذا العام تاريخاً ولي | العهد أعظم جاه طوبى لقبا |