هي عدن لكنها من جهنم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هي عدن لكنها من جهنم | عندها يمرض الصحيح ويسقم |
عندليب الحبور والبشر نمنم | وهزار السرور بالسر ترجم |
وجرى سجسج النسيم عليلا | شافياً للفؤاد من زعزع الهم |
والأغاني على بساط التهاني | والمثاني رخيمها يترنم |
وعلى ذكر من نحب شربنا | ما براح الأفراح يا صاح مأثم |
حق لي أن أتيه زهواً وأن | أختال فخراً وليس ذا بالمحرم |
إذ قضاني الزمان غاية آما | لي فما لي بذمّة الدهر مغرم |
حيث حطّت ركائبي برحاب | قُدِّست أن يحل ساحاتها الذم |
عَدَنٌ وهي في الحقيقة عدنٌ | جنة ٌ أزلفت لمن سوحها أم |
بلدٌ طيبٌ وربٌّ غفورٌ | وقصورٌ سرورُ سكانها عم |
ومغان كأنها في جنانٍ | وغوان كالحور أو هي أنعم |
حيث يُرعَى الذمام والجار يُحمَي | ويعز القطين فيها ويكرم |
حلها العيدروس في سالف العصر | وفي سفحها المبارك خيم |
وبها الآن من بنيه كرامٌ | هم نجوم الهدى إذا الليل أظلم |
كابن زين إذا انتمى علويّ | لُذْ به تغن عن سواه وتغنم |
صفوة الآل من سلالة طه | وارث السر من كريم فأكرم |
عنصر طيّب وأصل كريم | ونجارٌ لدى الفخار مقدم |
وبها من أولي الزعامة والسؤدد | مّن حوض جارهم لا يهدم |
مثل زين ابن أحمد العَلَم المفرد | والسيد الجليل المفخم |
وكقاضي القضاة يحيى الذي أوتي | ما أوتي الخليل ابن أدهم |
نخبة العترة الأولى أدركوا السبق | إلى العز فهو خير ميمّم |
أخذ العلم عن ذوي العلم حتى | صار أعلى من الجميع وأعلم |
والوزير الذي إلى ذروة السؤدد | مرقاه والمطاع المعظّم |
صالح الاسم والمسمّى أبي الأشبالِ | من روح جعفر الفيض منتم |
ثاقب الرأي نافذ الأمر مهما | يقض في أمة تحرى وأبرم |
مسفر الوجه والمهذب أخلاقاً | ونفساً مظفر حيث يمّم |
لا رعى الله حاسديه ولا زال | وأيَّامه به تتبسّم |
والحسيب النسيب نجل سليمان | الزكيّ الأصول والخال والعم |
من بني الأهدل الذين لهم في | كلِّ فنٍّ تفسير ما كان مبهم |
لم يزل دأبه الترقّي إلى ما | غبّه الحمد والثناء المنظّم |
وكذا الحسن العلي الذي | إحسانه شائع وراحته يم |
نائب الدولة العلية والقائم | عنها بما من الأمر يلزم |
في خصال الكمال ما شئت حدث | عنه إذ ليس بالحديث المرجم |
والصديق الأغر نجل سعيدٍ | للوفا صاحب وللجود توأم |
ما أرى ذا حجى ً من الناس إلا | لأبي بكرٍ الزبيدي سلم |
رافع الهمّة المنزّه عن عيب | وسفساف كل حال مذمم |
وهو منوال كل رأي فمهما | حل خطب أسدى الأمور وألحم |
صاح من مثل هؤلاء فكل | منهم بالجميل مغرى ومغرم |
هم بناة المكارم الوارثون | المجد والمشتروه بالثمن الجم |
وبهم في البلاد شرقاً وغرباً | يقتدي خاطب المعالي ويأتم |