حيّ الربوع وقف بها مستخبراً
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
حيّ الربوع وقف بها مستخبراً | وزر التي فتنت محاسنها الورى |
والثم ثرى تلك الخدور فأنت في | حي تحية غيده لثم الثرى |
فلك الهنا ما عشت إن شاهدت من | سلمى محيَّاها البديع المسفرا |
خود محجبة كريمة منبتٍ | لم تدع كسرى جدها أو قيصرا |
مهما تخيلها الفؤاد تسليّاً | شب الخيال به الجوى فتسعرا |
لم أنس إذ يممتها ومصاحبي | فرسي لأظفر أو أموت فأعذرا |
وقصدت منزلها وما غرضي سوى | في أن أنازعها الحديث وأنظرا |
فتنكّرت ويجوز في شرع الهوى | صوناً لذي التعريف أن يتنكّرا |
واستفهمت مع علمها بحقيقتي | أترابها من ذا بساحتنا طرا |
فأجبن لكن بعد غمز حواجب | ضيف ألمّ بدارنا يرجو القرى |
فسمرت أطيب ليلة وألذها | وعفاف نفسي غير منفصم العرى |
وطفقت أسمع مزهراً وأرى هلالاً | نيّراً وأشم مسكاً أذفرا |
قسماً بطلعتها وتلك ألية | حنث الذي آلى بها لن يغفرا |
لو أنها التفتت بعين رضى إلى | من بالجفا قتلت لعاش وعمّرا |
نفسي الفدى لمليكة الحسن التي | جعل الجمال لها الكواعب عسكرا |
سجدت ملائكة الغصون لقدها | طوعاً ولم نر من أبي واستكبرا |
حوراء تعلم إذ تٌفَوِّقٌ سهمها | أن القتيل بلحظها لن يثأرا |
تذر الكمي مضرجاً بدمائه | هدراً وتأنف أن تصيد الجؤذرا |
هيفاء ضامرة مدار نطاقها | وعثاء ما عقدت عليها المئزرا |
بيضاء فرق في أثيث حالك | كالبدر يشرف في الظلام إذا سرى |
أو كالإمام الحق برغشٍ الذي | بسناه صقع الزنج ضاء وأسفرا |
ملكٌ كِرام العرب أمته التي | شرعت لكل موحد أن يفخرا |
سبق الملوك مٌجليِّاً في حلبة | العليا فصلّوا خلفه لما جرى |
وبنى كما يبني سعيد بالقنا | فوق السماكين المعاقل والذرى |
وغدا قرين عرائس المجد التي | خطبت له مذ كان سرّاً مضمرا |
وإليه تنثال الكرام ولم يعد | ضمآن من ورد النمير الكوثرا |
لم يبق في سوق المكارم خلة | سيمت بأغلى قيمة إلا اشترى |
بحر الندى الملك الرشيد فكل ذي | كرم وملك ليس إلا جعفرا |
طود الوفاء فبينه والمودع | الأدراع ما بين الثريا والثرى |
ملك يرى هبة اللجين نقيصة | ويرى الذي قبل اللجين مقصّرا |
لم ترض همّته لفيض أكفه | إلا النضار أو النفيس الجوهرا |
يعلو الجياد مجالداً وعلى الأسرة | حاكماً ولدى الخطابة منبرا |
فرع ذكى من دوحة ما أنبتت | غصناً لها إلا بمجد أثمرا |
من آل سلطان الذين استعبدوا | كرم النفوس وكان قبل محرّرا |
والموردي الخيل العتاق موارداً | لا يعرف الخريت منها المصدرا |
بملاحم سال النجيع بها فلم | تعقد سنابكها عليها عثيرا |
فكأنها سفن ولا عجب إذا | خاضت سفين الخيل بحراً أحمرا |
تهوي بكل غضنفر متقلّد | للهول أبيض أو سناناً أسمرا |
عرفت شمائل راكبيها أنهم | كجدودهم لا يرجعون القهقرى |
حتى يغادرن الكماة ببأسهم | إما أسيراً أو قتيلاً مهدرا |
يسبون من يسبين في السلم النهى | ويرون أن المرء يحصد ما ذرى |
أشبال غاب تحت راية قائد | خضعت لصولة بأسه أسد الشرى |
وإذا استجار من الزمان به امرؤ | رهب الزمان بجاره أن يعثرا |
إن كان يدعى غيره ملكاً فهذا | بالجلال على الملوك تأمرا |
سكن السواد من البلاد وهل ترى | إلا السواد من العيون المبصرا |
وله بقاصي الأرض غر فضايل | نشرت فأذكت من ثناه العنبرا |
واستوجب التقديم بين ملوكها | شرفاً وإن يك عصره متأخّرا |
احيا رسوم العدل حتى عمرت | بسمي همّته المدائن والقرى |
كم لي أحاول والليالي ما ارتضت | إلا معاكستي ولم ترى ما أرى |
خوض الطوامي كي أسود بزورة | لجنابة ويعود عودي أخضرا |
حتى انثنت فثنت عنان موانعي | عني فأزمعت الرحيل مشمّرا |
أزمعت من عدن ولي شجن بها | فارقت مذ فارقتها سنة الكرى |
وتركت في حفظ الإله أحبّة | كانوا لمحض الفضل فيها مظهرا |
وهم المصابيح التي يزهو بها | اليمن المبارك بل مصابيح الورى |
وركبت سابحة ً كأن دخانها | سحب ولمع شرارها برق شرى |
تفري أديم البحر ساخرة به | وتدوس هامته إذا ما زمجرا |
تجري بأمر الله والريح التي | سر الإله بناره فيها سرى |
تهوي هوي الأجدل المنقض لا | ترعى الجنوب ولا الدبور الأوزرا |
حتى أتت حرم الأمان فكل من | حملت أهل ملبياً ومكبّرا |
ونزلت سوح من النزيل بسوحه | في ذمّة من جوده لن تخفرا |
الطاهر الشيم الذي أخلاقه | كالروض باكره الربيع فأزهرا |
فحللت برج السعد حين رأيته | وحمدت في سفري مواصلة السرى |
يا أيها الملك المفدّى والإمام | المقتدى والسيد السامي الذرى |
بوركت من ملك ودمت مؤيّداً | بشبا القواضب والقنا مستنصرا |
وبقيت ما بقي الزمان مكلّلاً | بالعز يكلؤك الجليل مظفرا |
متقلّداً سيف الإمارة مرغماً | ما عشت شانئك اللئيم الأبترا |
ولتهن في عيدٍ وجودك عيده | جذلاً فصل به لربك وانحرا |
وإليك أومت بالسلام خريدة | ترجو بحسن قبولها أن تمهرا |
نبذت معانيها ورائق لفظها | أترابها نبذ المسبح بالعرا |
تزهو بصدق حديها إذا لم تكن | آياتك الغرّا حديثاً يفترى |
فاقبل عن استيفاء مدحك عذرها | فعريض مجدك جل عن أن يحصرا |