دع ذكر أيام الشباب الراحل
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
دع ذكر أيام الشباب الراحل | وحديث لابسة الحلى والعاطل |
وانبذ بقية ما بقلبك من هوى | ليلى ومائس قدّها المتمائل |
وذر الخدور وما بها من خرد | كيلا تصاب بسهم طرف بابلي |
نهنه فؤادك ما بقيت فأنت في | شغل عن البيض الكواعب شاغل |
واركب نجيب التوب في المثلى إلى | ساحات ذي الطول المجيب السائل |
والٍ التململَ تحت أروقة الظلام | وكن إلى الرحمن أوّل آئل |
واعزم سؤالك أن تكون مدى الحياة | وبعد مغموراً بلطف شامل |
واملأ ضميرك من محبّة سيد الكونين | هادينا الشفيع الكافل |
والعلة الغائية القصوى لخلق | الكائنات سميها والسافل |
وبحب صهر المصطفى ووصيّه | وأخيه حيدرة الشجاع الباسل |
ذي العزم ساقي الحوض مولى المؤمنين | الحبر علاّم القضاء الفاصل |
والدرة الزهراء فاطمة التي | بعد الرسول قضت بحزن الثاكل |
ذات السيادة مطلقاً بالنص لا | يأباه غير مكابر متحامل |
والسيدين اللابسي حلل الشهادة | من فريق في الشقاوة واغل |
خانوا بقتلهما الأمانة الديانة | لكن الجبّار ليس بغافل |
أهل الكساء الخمسة الأشباح حجة | ذي الجلال على المريب الداجل |
هم بيّنات الله هم آياته الكبرى | لإرغام الجحود الجافل |
الآخذي علم الرسول شريعة | وحقيقة من فاضل عن فاضل |
يدلون بالحسب الصميم الضخم والنسب | الصحيح الثابت المتداول |
نسب بأجنحة الملائكة ارتقى | شأواً إليه الوهم ليس بواصل |
نسب لباذخ مجده تعنو الوجوه | فكم هنالك من مليك ماثل |
ناهيك من نسب على نافيه لعنة | ربه وعلى الدعي الداخل |
شرف إلى العرش انتهى فأمامه | تقف الثوابت وقفة المتضائل |
شرف النبوة والعروج ورؤية الباري | تبارك والكتاب النازل |
من لم يصل عليم فصلاته | بتراء في إسناد أوثق ناقل |
سفن النجاة أمان أهل الأرض من | غرقٍ مصابيح الظلام الحائل |
حبل اعتصام المؤمنين فحبذا | المتمسكون وخيبة للناكل |
منهم يشم شذى النبوة بالولادة | والوراثة والسلوك العادل |
وهم الأئمة والأدلة يوم تزدحم | الخلائق كالجراد العاظل |
في يوم تذهل كل مرضعة من الطفل | الرضيع ووضع حمل الحامل |
وبنيهم البيت المبارك والمقدس | والكثير الطيب المتناسل |
عمد الهدى من كل ممتطىء سنام | المجد وضاح الجبين حلاحل |
الحافظين السر حتى الآن لم | يعلم لحاف غيرهم أو ناعل |
القانتين الراكعين الساجدين | بخشية وغزير دمع سائل |
الذاكرين الله بين مخافت | بدعائه وثنائه أو زاجل |
السالكي السنن القويم النابذي | شبهات كل مخالف ومخاتل |
وعلى محبّيهم لواء الحمد يخفق | بالأمان من العقاب الهائل |
ورد الحديث بذا وليس محمد | فيما يقولبهازىء أو هازل |
سَفر على الركبان حمل مشاتهم | طوبى لمحموليهم والحامل |
بشرى مؤدي حقّهم بالشرب من | حوض تتمّ به نجاة الناهل |
أثنى عليهم ذو الجلال فكل ما | نثني به تحصيل أمر حاصل |
في هل أتى تمجيدهم وبآية الأحزاب | قطع لسان كل مجادل |
من سبق تطهير الذوات ومن ذهاب | الرجس عن ماضيهم والقابل |
قضت الإدارة وهي وصف الذات | والتبديل فيه من المحال الباطل |
بالعفو عن صوري ذنبهم فما | معنى انتقاد الأحمق المتعاقل |
ولئن أصاب البعض منهم محنة | وأذى عدو خارجي خاطل |
فلهم بذلك إسوة في الأنبياء | ورفعة لمقامهم في الآجل |
مثل الذي استحلى أذى بيت الرسول | كجرو سوء في المساجد بائل |
أيضر إشعال الدخان لطمس نور | الشمس بل تعشى عيون الشاعل |
ولربما أسود الكلاب على البدود | تهر إِن منيت بداء عاضل |
وإذا حمار السوء عربد ناهقاً | أيحط من قدر الجواد الصاهل |
عجباً لمن يتلو الكتاب مكرراً | وحديث إنسان الوجود الكامل |
فيرى ويسمع ثم يجحد مجدهم | حسداً وتكذيباً لا صدق قائل |
أغويه أعراه أم في قلبه | مرض سقاه نقيع سم قاتل |
يُنْهى فيأبى النصح ملتجئاً إلى | مخصوص نص أو سقيم دلائل |
والعلم يخبث حيث تحسد عترة | الهادي وخير منه جهل الجاهل |
سل شانئي الأشراف هل أبقيت بين | لظى وبينك من حجاب حائل |
أفيرحم الجبّار من يؤذي بني | مختارههيهات ليس بفاعل |
أتصح دعوى حب أحمد مع قلى | أولادهأم هل لها من قابل |
هم منقذو غرقى الغواية والضلال | إلى ذرى أرخى وأخصب ساحل |
نزلوا بأقطار البلاد نزول ماء | المزن أمطر في المحل الماحل |
من عالم يهدي ومن متموّل | يسدي وأواه منيب عامل |
فلكل ارض حظها منهم فلا | يخشى على الدين اغتيال الغائل |
وبسفح وادي حضرموت لهم عديد | معابد ومعاهد ومنازل |
بوركت من سفح فسيح زاهر | زاه بغر بنى المهاجر آهل |
سيما تريم الخير سدرة منتهى | مسرى العطاش إلى العزيز الوابل |
بلد مقدسة العراص كثيرة البركات | والخيرات للمتناول |
فلك تدور به بنى الرضى | ونجوم أكدر والفريط الحافل |
زهر ولكن إن تغب أجرامها | فضياؤها في الكون ليس بآفل |
حرم الديار الحضرمية مطلع الأقمار | للثاوي بها والقافل |
دبغت بأقدام الأكابر أرضها | فترابها طب السقيم الناحل |
وسماؤها امتازت بكثرة صاعد | الأنوار من عمل التقى المتراسل |
تزهو مساجدها بأنواع العبادة | من مؤد فرضه أو نافل |
لله عزّ وجل لا لرياء أو | دعوى مقام أو لرجوى نائل |
شمم العفاف عليهم بادٍ فلا | يدري الغني من الفقير العائل |
أنف فلا الأشراف شيمتهم ولا | يتزلفون لذي ثراء طائل |
تلك الديار بها عقدن تمائمي | وبها عرفت فرائضي ونوافلي |
لا هم زدها رفعة وكرامة | واغمر بنيها بالندى المتواصل |
واهد الجميع إلى الصواب وتب على المغمور | في غفلاته والناهل |
غث من سحاب الفضل جدب قلوبنا | بمجلل لصدى البصائر صاقل |
واسلك بنا نجد الكرام الأتقياء | المخلصين شهيرهم والخامل |
وامنح رضاك مقصراً يدعوك من | قلب بأودية البطالة جائل |
واعده للغناء جم الحظ من | إرث الأصول وأخذ سهم عائل |
وأنله ما ينوي من الإصلاح والنفع | العميم لأهلها في العاجل |
واجمع وسدّد رأي قادتها وكن | معهم لدرء المعتدي والصائل |
وابعث إلى متخطفي أطرافها | من عاجل التشتيت أكبر خاذل |
وعليك أقسمنا بجاه محمد | والآل أمن المستجير الواجل |
أن تستجيب كما وعدت دعاءنا | وبحقهم حقّق رجاء الآمل |
وعلى ثرى أجداثهم جد من صلاتك | والسلام بمستهل هاطل |
واغمر به الصحب الأولى نصروا الهدى | بالمشرفي وبالأصم الذابل |
ما اهتز روض بالحيا وترنّمت | أطياره من صافر أو هادل |