فضل العمل الصالح عند فساد الزمن والمداومة على العمل وإن قل - وحيد عبد السلام بالي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
روى مسلم عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «العبادة في الهرج كهجرة إليَّ» [1]، وروى الترمذي وقال: حسنٌ غريبٌ، عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخُشني فقُلت له: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال: أية آية؟ قُلت: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرًا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المُنكر، حتى إذا رأيت شُحًّا مُطاعًا وهوى مُتبعًا، ودُنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودعِ العوام، فإن من ورائكم أيامًا الصبر فيهنَّ مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم» [2].وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجر[3] حصيرًا بالليل، فيُصلي عليه ويبسطه بالنهار فيجلس عليه، فجعل الناس يثوبون[4] إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيصلون بصلاته حتى كثروا، فأقبل فقال: «يا أيها الناس، خُذوا من الأعمال ما تُطيقون، فإن الله لا يملُّ حتى تملُّوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قلَّ».[1] صحيح: رواه مسلم «2948».
[2] حسن غريب: رواه الترمذي «3058» وقال: حسن غريب.
[3] يحتجر: أي يتخذه حجرة وناحية ينفرد عليه فيها.
[4] يثوبون: أي يرجعون إليه ويجتمعون عنده.