ألا لا يعيب المجد والفضل إقلال
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا لا يعيب المجد والفضل إقلال | وكل لئيم لا يسوده المال |
إذا امتحنت بيض الصفاح وجربت | فبالنصل لا بالغمد يتضح الحال |
وهل حول بازي وإن جاع يجتري | غراب كثير الشحم يزهو ويختال |
ولا مال في الدنيا لمن قل مجده | صحيح وفي التنزيل للعكس إبطال |
وان يفقدوا أو يفقد المجد وحده | فجهد جهيد أو قيان وجريال |
أجل كل مال عند ذي اللؤم ضائع | كحلي على زنجية عمها الخال |
وأن يجتمع مال ومجد فحبذا | فذانك للحسناء عقد وخلخال |
كما اجتمعت شتى المعالي لسادة | حسينية للفضل روح وتمثال |
فروع شهاب الدين غوث الورى الذي | عليه من النور الإلهي سربال |
إلى حضرات القرب من ربه ارتقى | فجرت له فوق المجرة أذيال |
له الإنس والجن استجابوا فلم تخب | لمن أم منهم رحبة الفضل آمال |
أنابت به لما استضاءت بنوره | طوائف لا تحصى غواة وضلال |
سرى سره في المقتفين سبيله | فنالوا الأماني عالمون وجهال |
تبارك ذو العرش الذي قد أحله | مقاماً له جبريل جار وميكال |
ويا حبّذا ابناؤه الكمل الأولى | لهم خلفه سير حثيث وإيغال |
وكم جهبذ من صيد أحفاده اقتفى | الجدود إلى أن نال بالمجد ما نالوا |
كآل علي القانت ابن محمد | بناة المعالي والمجلين إن جالوا |
وشم بني المشهور والزاهر ابنه | وغربني الهادي الهداة لمن مالوا |
أولئك حتى الآن وراث شعبهم | وهل ارثهم إلا علوم وأعمال |
ولم لا وهم صفوة العلوية الأولى | لهم بالسبق تعترف الآل |
فعالمهم بين المحابر عاكف | لعقد عويصات الوقائع حلال |
منوط به تفسير من كان غامضا | وتفصيله إن كان في الأمر إجمال |
وعابدهم مستغرق في سلوكه | إذا ما توالت واردات وأحوال |
به يرحم الله العباد ويمطر البلاد | وتزوي طارقات وأهوال |
وذو المال منهم للمكارم والندى | أخ ولأَثقال النوائب حمال |
يواسي ذوي الحاجات غير مجاهر | وبالباب للأضياف حط وترحال |
لديهم من الأجداد طه وحيدر | وفاطم والسبطين إرث وأنفال |
تحلّى به آباؤهم ثم عنهم | تلقاه أبناء كرام وأنجال |
ومن لدن المحضار أوفى عناية | عليهم بها سيب المواهب هطال |
كمال ولا دعوى ونسك ولا ريا | ومنّ ولا منّ ووصل وإيصال |
منزهة أخلاقهم عن كثافة التنطع | والإعجاب صدق إذا قالوا |
يمرون إن مروا بلغو أعفة | كراماً فلا قيل يعاب ولا قال |
وإن خوطبوا من جاهل أعرضوا ولو | أرادوا لردّوا لكن العقل عقال |
إذا نابهم خطب فبالحلم والنهى | تدك رواسي كل خطب وتنهال |
على أن مولاهم حفيظ وناصر | لهم فلهم بالله عز وإجلال |
متى نزلوا في قرية أو مدينة | ففيها الندى والعلم والحلم نزال |
هنيئاً لكم آل الشهاب وكيف لا | يُهَنَّى الذي لم يطغه الجاه والمال |
سلكتم طريق الإتباع فحزتموا | من المجد مالم تحصه العين والدال |
ردوا مورد الأسلاف واسروا سراهم | أليس لأسد الغاب إبن غبن أشبال |
ولا تهنوا وابغوا المزيد وثابروا | فليس على أبواب ذي الطول أقفال |
وها أنا منكم غير أني مقصر | عن السعي في نجد الفضائل مكسال |
وحاشا أيادي واسع الجود أنه | يصادر فرد في الفريق ويغتال |
وأزكى صلاة الله ثم سلامه | على المصطفى والآل ما لمع الآل |