العلم والمجد رضيعا لبان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
العلم والمجد رضيعا لبان | والجهل يرمي ربّه بالهوان |
لا يدعي العلم امرؤ جاهل | يخاف أن يفضحه الامتحان |
فهو لدى أشكاله باسل | وإن جرى البحث الشرود الجبان |
بلى يقول الجاهل المدعي | العلم نور مشرق في الجنان |
العلم سر الله إلهامه | في القلب لا لقلقة باللّسان |
العلم إما ظاهر وهو في الكتب | وللأحكام فيه البيان |
أو باطن يعرفه أهله | وهو لديهم واجب أن يصان |
يومي بما يملي إلى أنه | في أشرف القسمين رب العنان |
وقد علت أصوات أمثاله | بمثل هذا فالأمان الأمان |
نشكو إلى الرحمن من هذه | الغوغاء شكوى مّنْ رماه الزمان |
من ماكر ذي سبحة أو مُراء | قارئ همساً وذي طيلسان |
ورامز بالغيب ذي حيلة | يلفظ بالقول الكثير المعان |
رواد صيد كلهم حاذق | في الرمي لا يصطاد إلا السمان |
شِبَاكُهم دعوى الكرامات والكشف | وتزوير المرائي الحسان |
هذا يرى المختار في نومه | وذاك يستخبره بالعيان |
كأنه من بعض أتباعهم | يحضر في كل مكان وآن |
ومنهم المخبر عن برزخ الموتى | شقي أو سعيد فلان |
وقد أراني الله شيخاً له | جماعة رجلاه مصفرتان |
فقلت ماذا نابه قيل من | وطءِ حشيش الجنة الزعفران |
أف لقوم همّهم كيدهم | وجمعهم للمال من حيث كان |
بالمال تلقاهم سكارى كما | يسكر من يشرب خمر الدنان |
إن أحسن الظن بتلبيسهم | مثر رأوا تطهيره بالختان |
من كل ما الإنسان يخشاه من | مستقبل الدارين يعطى الضمان |
وإن رأوا في عقله خفّة | باعوه في الدنيا قصور الجان |
وكم وكم قد موّهوا زائفاً | فظنّه البله ثمين الجمان |
يا رب يا منّان أنت السريع | الغوث والمفزع المستعان |
وفق رجال الدين للصدق والإخلاص | والإعراض عن كل فان |
ونزه الإسلام عن غش أهل | المكر والتدليس كيلا يهان |
واغفر ذنوب الكل اصفح ومن | قلوبنا اغسل كل ريب وران |
وصل أزكى ما تصلى على | من أشرقت من نوره الخافقان |
والآل أهل المجد والصحب ما | أمالت الريح الغصون اللدان |