أضمرت هندُلي جزاءً وفاءً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أضمرت هندُلي جزاءً وفاءً | وانثنى السعد لي مطيعاً وفاء |
آن لي أن أنال من قرب هند | ما يغيظ الوشاة والرقباء |
إنني مخلص المحبة والناس | يحبون سمعة ً أو رياء |
أخبرتها لذاتها باطراحي | في هواها الرباب أو أسماء |
أيقنت إذ رأت شواهد حالي | أن أهل الغرام ليسوا سواء |
أين منها الملاح حسناً ومني | أين أهل الهوى جوى ً واشتكاء |
آية الحب فيّ فرط نحولي | واعتياضي عن الدموع الدماء |
ألفت بيننا الليالي فكل | ذاكر إلفه دنا أو تنآى |
أفضل العشق ما يكون اشتراكا | هكذا النصّ في المحبة جاء |
انا في حبها الفريد وهل الا | على ذكرها اسف الطلاء |
إذ هي الغادة ُ التي كل معنى | من معاني الجمال فيها ترآى |
إن تغزّلت في الحسان بشعرٍ | فهي أعني إذا ذكرت النساء |
أو مدحت الملوك لم أعن إلا | صاحب الشوكة العزيز ابتداء |
الهمام الذي به مصر تاهت | وازدهت مفخراً به وارتقاء |
أعظم الجالسين في سرر الملك | مقاماً ومنصباً واعتلاء |
أمهم في محجّة المجد يوم الفخر | فاستحسنوا به الاقتداء |
أعرضت عن سواه خود المعالي | والمعالي تلاحظ الأكفاء |
أطد الملك والبلاد برأي | معجزٍ كشْفُ غورِه العقلاءَ |
آخذ في الأمور عزماً وحزماً | حّير الفهم فطنة وذكاء |
اعمل السيف والسياسة حتى | عاد ليل الخطوب فيها ضياء |
آمنٌ من يجير من نوب الدهر | فلم يخش من رداه اعتداء |
إرث آبائه القنا والمواضي | فبها في العلا شأى حيث شباءَ |
إن تزر ذاته تجد خير ذاتٍ | فوق هام السهى تجر الرداءَ |
آية الجود عنه تروى ومنها | عاد سكان سوحه أغنياءَ |
أمطرت كفّه النضار فحاكت | جودها السحب حين تنهل ماءَ |
إنما الفخر هكذا يا ابن اسماعيل | لا فخر حاسديك ادعاءَ |
أنت شمس الملوك لما تبدّت | أخفت الفرقدين والجوزاءَ |
أمّة العرب لم تزل بك تسمو | وتباهي بعزك الخلفاء |
أيها الماجد المعظّم صفحاً | كيف يحصي عليك نظمي الثناءَ |