سل عن الدار وعن سكّانها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سل عن الدار وعن سكّانها | واغنم الفرصة في إبَّانها |
وازجر الهوجاء عن تخويدها | حيث آنست سنا نيرانها |
واخلع النعلين إكراماً وسر | خاضعاً والثم كبا كثبانها |
وبها استفت العلا عن فتية | فنيت أحيانهم في حانها |
دبت الراح بأرواحهم | كدبيب النوم في أجفانها |
معشر صم عن العذل متى | صمموا العزم على إدمانها |
صرفها يصرف عنهم كل ما | غان في أنفسهم من رانها |
وهناك استأن حتى يأذنوا | لك أن تُحْسَب من ضيفانها |
وهنيئاً لك مهما أكرموك | بإيوائك في إيوانها |
منتدى في روضة يذكو الفضا | بشذا المهتز من قيعانها |
وعليها عاكفات الطير تتلو | فنون السجع في أفنانها |
منتدى فيه البهاليل الأُلَى | رفع أعلام العلا من شأنها |
شهب تغبطها السبعة من | بدرها الأدنى إلى كيوانها |
وبه البيض الدمى حانية | أضلع الوجد على عيدانها |
يسطع العنبر من أردافها | ويفوح المسك من أردانها |
تتثنّى بين بانات الربى | فتثير الحقد في أغصانها |
حين يشدو بالأغاني هزجاً | يرقص الكون على أوزانها |
ولذا يخفى المثاني خوفها | من ظهور النقص في ألحانها |
ليس بدعا ما ترى عيناك من | مرح الأمة في ميدانها |
إنه يوم به ألبس خير | الملوك الخير من تيجانها |
واستوى فيه على العرش الذي | جلّ عن غر بني ساسانها |
ما لمحبوب بن أفضل في معاليه | ند من بني إنسانها |
صلت الأملاك إذ جلى ولا | عتب فيما ليس من إمكانها |
مد بسط الأمن فالشآء به | لا تهاب الناب من سرحانها |
قائد الفرسان مهما اشتدت | الحرب واشتبت لظى نيرانها |
بنظام ينثر الهام إذا | هاجت الهيجاء من أبدانها |
وله معجزة الجود التي | هذه الآثار من برهانها |
همة تنطح أسمى فلك | نافذ الأقدار من أعوانها |
تلك ذات قدست لم يلف في | حسنها النقص ولا إحسانها |
من بنى اسكندر المستأصلي | شافة الناكل عن إيمانها |
والألى لم يبن برج للندى | والجدا اسمك من بنيانها |
عنت الأعداء من هيبتهم | ولهم خرّت على أذقانها |
خطبوا بالبيض أبكار العلا | واستعانوا السمر في أحصانها |
أيها الملك بل الفلك الذي | أنقذ الأمة من طوفانها |
ببلوغ الأربعين استحكمت | قبة الملك على أركانها |
ها إليك ابنة فكر أهديت | تسحب الذيل على سحبانها |
قدمتها العرب من عدنانها | الغر والشم بني قحطانها |
فئة مفخرها إخلاصها | لك في السر وفي إعلانها |
استعاضت بك عن أقيالها | وبأرجائك عن أوطانها |
ولك اليوم على شبّانها | ما لآبائك من شيبانها |
إن تسم خلّة مجد باذخ | جعلوا الأرواح من أثمانها |
وهم سيفك في هام البغاة | إذا شقت عصا عصيانها |
فادع لليوم العصيب الجند | تعرف بغاث الطير من عقبانها |
لم تزل رافعة الأيدي إلى | ذي العلا باري الورى ديّانها |
أن يديم النصر والإقبال والعز | والإجلال في خاقانها |
قدم الاقدام من محبوبها | دائم الفوز ومن عثمانها |
ومن المطرب تاريخ بأحرف | بيت الختم في حسبانها |
لديار الدكن السعد بدا | سائراً في أربعي سلطانها |