ما لدهر السوء مغرى بالغواني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما لدهر السوء مغرى بالغواني | غِرة يغزو ضعيفات الجنان |
ليت شعري هل له من مذهب | في الهوى أم هاب أرباب السنان |
هكذا يا دهر تجني دفعة | زهرتَيْ دوح معان وبيان |
درّتَيْ عقد عفاف وندى | وحياء ووقار وصوان |
ما عهدنا قبل أن ينتقلا | أن شمسين بيوم تغربان |
فرقدي أفق العلا قد أفلا | إذ هما بالطبع لا يفترقان |
في حجور المجد قد عاشا معاً | وعلى الحوض معاً يستقيان |
هل ترى للغيد من سيدة لامضى | سيدتا كل الحسان |
لو فرضنا صورة شبههما | فالتضاهي مستحيل في المعاني |
كان حقاً أن تراعي ذمة الوالد | السابق في كل رهان |
والذي جلَّ عن التشبيه في | كل مجد بفلان وفلان |
والذي آلاؤه للمجتدي | ولذي الحاجات نادت بالضمان |
كيف لا والأصل أصل معرق | نزلت في شأنه الأي المثاني |
من بني مستأصل الكفر ومجتاح | أهل البغي بالنصل اليماني |
وارث المختار في أسراره | والمقامات السميات المغاني |
يا أبا الريحانتين اصبر على | ما عرى فالأخذ من ذي الامتنان |
واحتسب عند الذي أعطاك مَنْ | أمسيا في خفض عيش وجنان |
سُرَّت الزهرا وسُرَّت أمّها | وعليّ بهما والحسنان |
تحمل الحور جلابيبهما | إذ تدوسان حشيش الزعفران |
نطق الفال بتاريخهما | أدخلا جنات عدن بأمان |