لقد سلّ ريب الدهر فينا فواتكه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لقد سلّ ريب الدهر فينا فواتكه | ولا نفس إلا هيواللههالكه |
ولا بدع من جور الليالي وإنها | لتقرع أملاك الورى وصعالكه |
تخاتل أرباب المعالي ولم تزل | بأنيابها الشم العرانين عالكه |
وأي ابن أنثى لم تجد بفنائه | مطايا المنايا والنوائب باركه |
وكم نازلت من مزده بشبابه | فألهته عن ليلى ولبنى وعاتكه |
وكل امرئ حي وإن طال عمره | سيوطئه الدهر الخؤن سنابكه |
وأية نفس لا أبالك لم تكن | إلى الموت يوماً وهي بالرغم سالكه |
فليت المنايا والأماني عذبة | لأهل النهى والفضل والجود تاركه |
ولو أنها تغلى الفداء لسوغت | لنا حين حان الخطب أن نتداركه |
بأرواحنا نفدي الوزير ابن جعفر | حليف الوفا المزري ندى ً بالبرامكه |
ترحل عن دار الغرور فهيأت | له الحور في أعلا القصور أرائكه |
قلى عَدَنَاً واختار بعد جوارنا | وقد حلَّ عَدْنَاً كي يجاور مالكه |
لقد عاش ما يبن الأنام مبجّلاً | وحفَّت به بعد الملوك الملائكة |
مضى رافلاً في برج عز ورفعة | ولم يك إلا لابس الثوب حائكه |
عفاف وأخلاق حسان وهمّة | أزمة نجب السؤدد المحض مالكه |
فكم نال في الدنيا مراتب لم تنل | وقد كان بالتقوى مؤد مناسكه |
ومذ غاب أضحت بانتقال سريره | أسارير وجه الحمد والجود حالكه |
على مثله فلتبك كل كريمة | ويلبس من في الخافقين برانكه |
وهيهات ماذا ينفع النوح والقضا | سيمضي وإن شق الحبيب بنائكه |
فهل ترَ في الأقطار من يستحق أن | يزاحمه في مجده أو يشاركه |
سوى نجله الشهم الذي مذ بكت على | أبيه العلى عادت به وهي ضاحكه |
بنى صالح بيتاً من المجد شامخاً | مكان ابنه والشبل كالليث سامكه |
وما كفؤ هذا الشأن إلا محمد | تبوّأ من دست الوزارة حاركه |
به وبعبد القادر ابتهج الندى | فطلعه ذين الفرقدين مباركه |
فيا أيها الشبلان صبراً تكلّفاً | على الرغم تقفو إثره ومسالكه |
وأنا جدير أن نعزّى به كما | نعزي به أولاده وترائكه |
ولو جاز في الدنيا الخلود استحقه | نبي محى بالحق دين البطاركه |