من غرامي بقرطها والقلادة
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
من غرامي بقرطها والقلادة | إن أمت مغرماً فموتي شهادة |
غادة حلّ حبّها في السويدا | ورمى سهمها الفؤاد قصاده |
نحوها تنزع النفوس فتلقاها | لداعي مزارها منقاده |
وإذا عرج النسيم عليها هز تلك المعاطف الميادة | |
زارني طيفها ومَنَّ بوعدٍ | هل ترى الطيف منجزاً ميعاده |
من لصب يصب صيب دمعٍ | مذ صبا نحوها أصابت فوآده |
ليس إلا لها وللنفر البيض | بنظم القريض يجري جياده |
يا غريباً بأي وادٍ أقاموا | من فسيح البلاد صاروا عهاده |
آل بيت الرسول أشرف آلٍ | في الورى أنتم وأشرف ساده |
أنتم السابقون في كل فخرٍ | أسس الله مجدكم وأشاده |
أنتم للورى شموس وأقمار | إذا ما الضلال أرخى سواده |
أنتم منبع العلوم بلا ريب | وللدين قد جعلتم عماده |
أنتم نعمة الكريم علينا | إذ بكم قد هدى الإلهُ عباده |
لم يزل منكم رجال وأقطابٌ | لمن أسلموا هداة ً وقاده |
أنتم العروة الوثيقة والحبل | الذي نال ماسكوه السعادة |
سفن للنجاة إن هاج طوفان | الملمّات أو خشينا ازدياده |
وبكم أمن أمة الخير إذ أنتم | نجوم الهداية الوقادّه |
أذهب الله عنكم الرجس أهلَ البيت | في محكم الكتاب أفاده |
وبتطهير ذاتكم شهد القرآن | آن حقاً فيا لها من شهادة |
لا بما قد عملتموه من الخير | ولكن قضت بذاك الإراده |
من يصلّي ولم يصلِّ عليكم | فهو مبدٍ لذي الجلال عناده |
معشرٌ حبكم على الناس فرض | أوجب الله والرسول اعتماده |
فازمن رأس ماله من رضاكم | لم يخف قط ذات يوم كساده |
حبكم يغسلُ الذنوبَ عن العبد | ولا غرو أن يزيل فساده |
وبكم أيها الأئمة في يوم | التنادي على الكريم الوفاده |
يوم تأتون واللواء عليكم | خافقٌ ما أجلها من سياده |
والمحبون خلفكم في أمانٍ | حين قوم الجحيم هلْ من زياده |
فاز والله في القيامة شخصٌ | لكم بالوداد أدّى اجتهاده |
كل من لم يحبكم فهو في النار | وإن أوهنت قواه العباده |
هكذا جاءنا الحديث عن الهادي | فمن ذا الذي يروم انتقاده |
كل قالٍ لكم فأبعده الله | وعن حوضكم هنالك ذاده |
خاب من كان مبغضاً أحداً منكم | ومن قد أساء فيه اعتقاده |
ضلَّ من يرتجي شفاعة طه | بعد أن كان مؤذياً أولاده |
باء بالمقت في الحياة من الله | الذي صير الجحيم مهاده |
وروى القوم إن من كان سب | الفاطميين دأبه واعتياده |
لم يمت والعياذ بالله حتى | نر عن ملة الرسول ارتداده |
ليت شعري من الذي كان تعظيم | بنى المصطفى إلى الحشر زاده |
فهم الخصب للبرية لولاهم | لخفنا من الزمان اشتداده |
آل بيت الرسول كم ذا حويتم | من عفافٍ وسوددٍ وزهاده |
أنتم زينة الوجود ولا زلتم | بجيد الزمان نعم القلادة |
فيكم يعذب المديح ويحلو | وبه يسرع القريض انقياده |
وبكم يلهج المحبّ ويشدو | يا بنى المجد لا بغان وغاده |
كيف يحصي فخاركم رقم أقلامٍ | ولو كانت البحار مداده |
أنتم أنتم حلول فؤادي | فاز والله من حللتم فؤاده |
أنا خدّامكم وتُربُ حذاكم | والأسير الذي ملكتم قياده |
وأنا العبد والرقيق الذي لم | يكن العتق ذات يوم مراده |
ارتجي الفضل منكم وجدير | بكم المنّ بالرّجا وزياده |
فاستقيموا لحاجتي ففؤادي | مخلصٌ حبّه لكم ووداده |
إنّ لي يا بني البتول إليكم | في انتسابي تسلسلاً وولاده |
خلفتني الذنوب عنكم فريداً | فارحموا عجز عبدكم وانفراده |
فلكم عند ربكم ما تشاؤن | وجاه لا تختشون نفاده |
ربّ غثنا بهم فأنك بالعباس | غثت الأنام عام الرماده |
وبهم أنعش الشريعة واكشف | إن طما الجهل شؤمه واسوداده |
وارض عنهم وزدهم فيض فضلٍ | منك يا من له التفضّل عاده |
وعليم مع الرسول سلام | ليس يحصي سوى الكريم عداده |