شؤم السنين الأربع الخاليات
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شؤم السنين الأربع الخاليات | هاجت به ريح الشقا والشتات |
لما بغى في الأرض سكانها | وامتلأت جوراً جميع الجهات |
وأظلمت أرجاؤها الجون من | ظلم الذين اجترحوا السيّئات |
وجاهروا الجبّار سبحانه | بموجبات النقمة الموبقات |
وقارفوا ما حرّم الله من | أكل الربا والفحش والمسكرات |
مصروفة في الغي أوقاتهم | مختلطات بالرجال البنات |
شادوا بيوت اللهو واستحسنوا | للرقص في تلك البيوت البيات |
رعاتهم بالثروة استأثروا | وزحزحوا عنها جميع الفئات |
بالقهر والحيلة في صورة القانون | والإرهاب من كل عات |
صم عن الإصغاء بالأمر بالمعروف | والنهي عن المنكرات |
حل بهم ما عجل الله من | عقاب آثامهم المخزيات |
صالت على الصالح والطالح الآفات | والمكتوب في اللوح آت |
طغى بغرب الأرض والشرق والقطبين | طوفان الفنا والفوات |
شبت حروب بينهم أوردت | آلاف آلاف النفوس الممات |
كم حاولوا مذ فار تنورها | مناصهم عنها فنادوا ولات |
من بعد ما كانوا على الأرض يمشون | اختيالا غادرتهم رفات |
واستفحل الطاعون والموت بالحمى | وما في الجو من مهلكات |
وسامهم سوء العذاب الغلا | وسورة القحط وعقم النبات |
ضجت لفقد الزاد أولادهم | وعجت الآباء والأمهات |
عاثت صروف الدهر في أهله | كأن للدهر لديهم ترات |
حق عليهم ما به الله يبلوهم | كما في آية البينات |
بالخوف والجوع ونقص من الأموال | والأنفس والثمرات |
لا هم أنت الواسع الحلم والرؤوف | والبر العظيم الهبات |
ارحم عباداٌ أنت يسرتهم | لما قضت أقدارك السابقات |
وأنت ذو الإثبات والمحو في | ما شِئْتَ فَاهْد الكلّ نجد الثبات |
وعزّز الإسلام واجعل على | أعدائه أعلامه الخافقات |
وقد إليه العمي عن نوره | وطهر به أوصافهم والذوات |
جد بالرضى والعفو عما مضى | للمذنبين اغفر وللمذنبات |
بين قلوب الكل إلف وإن | تباينت أجناسهم واللغات |
أرخص لهم أسعارهم واسقهم | بعد أجاج الملح عذب الفرات |
وارزقهم رزقاً حلالاً وضاعف | للمقيمين الصلاة الصلات |
وصل أزكى ما تصلّي على | عبدك طه سيّد الكائنات |
والعترة الأطهار مستودعي | أسراره والصُّحْب نِعْم الثقات |