الدّهرُ لوْنانِ أعْيى ثالثٌ لهما،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
الدّهرُ لوْنانِ أعْيى ثالثٌ لهما، | وكم أتاكَ بأشباهٍ وألوانِ |
لا أشرَبُ الرّاحَ، أشري طيبَ نَشوَتِها | بالعَقلِ أفضَلِ أنصاري وأعواني |
لو كانَ يَعرِفُ دُنياهُ مُصاحِبُها، | أرادَها لعَدوٍّ دونَ إخوان |
وإنْ كفَتني عَذابَ اللَّهِ آخِرَةٌ، | فَما أُحاوِلُ منها فَوْزَ رُضوان |
والرّزْقُ يُقسَمُ، ما فَتكي بمُنتقِصي | حَظّاً، ولا النُّسكُ في المكروهِ أهواني |
سِيحانُ للرّومِ عَذبٌ، ليسَ مورِدُه | مِلحاً كزَمزَمَ، أو عَينٍ لسُلوان |
والإنسُ مثلُ نِظامِ الشِّعر، كم رجلٍ | بالجيشِ يُفدى، وكم بَيتٍ بديوان |
وأقصرُ الوقتِ كونٌ ثمّ يَنظِمُهُ | حُكمُ القَديمِ، فيُفنيهِ بأكوان |
إن جاءَني الخطبُ يَجنيه، بلا سَبَبٍ، | كَيوانُ، فاللَّهَ أرجو، ربَّ كَيوان |