كن عاذري في حبهم لا عاذلي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كن عاذري في حبهم لا عاذلي | يا فارغا من شغل قلبي الشاغل |
هب أن سمعي للنصيحة قابل | ما نافعي والقلب ليس بقابل |
أخفيت سر الوجد خيفة عذلي | فتعرفوا من أدمعي ومخايلي |
لم يقبلوا عذر المحبق وقابلوا | حق الهوى من لؤمهم بالباطل |
مالوا إلى وصلي فحين وصلتهم | ملوا وليس يمل غير الواصل |
يا ناشدا يبغي فؤادا ضائعا | يوم النوى إثر الخليط الزائل |
أين الفواد أراحل في إثرهم | أم سائل ما بين دمع سائل |
وأغن أغنى طرفه في سحره | ورضابه في سكره عن بابل |
من وجهه حسن وليس بمحسن | والقد معتدل وليس بعادل |
متلون كمدامعي متعفف | كضمائري متعذر كوسائلي |
أنا في الضنى كالخصر منه أشتكي | من جائر ما يشتكي من جائل |
يا قلبه القاسي تعلم عطفه | وتمايلا من عطفه المتمايل |
سقيا لوصل الغانيات وشربنا | كأس الرضاب على غناء خلاخل |
بنواظر قد خلتهم غوافلا | لفتورهن وهو غير غوافل |
وقدودهن قدود سمر رواعف | وجفونهم جفون بيض مناصل |
أيام لا عهد الوفاء بحائل | غدرا ولا أم الصفاء بحائل |
أعقيلة الحي اللقاح ودونها | بيض وسمر من ظبى وذوابل |
بكرت تلوم على لزوم مواطن | وضع الرفيع بها ورفع الخامل |
طال التردد في البلاد فلم أفز | منها على رغم العدو بطائل |
أوما رأيت البحر يغرق دره | ويخلص الأزباد نحو الساحل |
مضرية عذلت على حب الندى | من ليس يسمع فيه عذل العاذل |
يا هذه لولا السماحة لم يكن | ينميك خير عشائر وقبائل |
عنفت في حب السماحة مؤثرا | عدم الكريم على ثراء الباخل |
أوهل يخاف العدم من وجد الغنى | من جود مولانا الإمام العادل |
ولقد وردت فناء بحر للندى | أغنى به عن أنهر وجداول |
في كفه للجود خمسة أبحر | فياضة تسمى بخمس أنامل |
ممدود ظل العدل ليس بزائل | معمود ركن الملك ليس بمائل |
وعرمرم لجب كمنهال النقا | مجر ومنهل السحاب الهامل |
ستر الغزالة بالعجاجة مطلعا | زهر الأسنة في سماء قساطل |
فالشمس ما بين العجاج كأنها | بدر تطلع جنح ليل لائل |
والنقع ينصل بالنصول خضابه | فكأنه لون الشباب الناصل |
والمقربات بأنسر وقوائم | تحكي قوادم أنسر وأجادل |
في مأزق لا يسمع الواغي به | إلا أنين صوارم وصواهل |
والجيش من ملك الجيوش برأيه | في صائب وبجأشه في صائل |
هزم العدا قبل اللقاء برعبه | فغدوا بأم في الشقاوة هابل |
طلبوا الفرار ولم يزل متكفلا | بهزيمة الرعديد بأس الباسل |
أمطوق الأعناق من إفضاله | نعما تسامت عن سؤال السائل |
ماذا أقول ولا يقوم بشكر ما | توليه من نعمى لسان القائل |
أو هل بلوغ مقاصدي بقصائدي | أم هل قبول وسائلي برسائلي |
أم قد كفى سببا إلى درك المنى | صدق الولاء وحسن ظن الآمل |
الفخر كل الفخر لي نظمي لكم | مدحا تزين مشاهدي ومحافلي |
لكن يقول الحاسدون لم انثنى | غريد مدحهم بجيد عاطل |
وإذا حظيت من الإمام برتبة | فيها الفخار على جميع الناس لي |
لا زلت غيث مواهب وبقيت غوث | ممالك وسلمت كهف أرامل |