يروقني في المها مهفهفها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يروقني في المها مهفهفها | ومن قدود الحسان أهيفها |
ومن عيون الظباء أفترها | ومن خصور الملاح أنحفها |
ما سقمي غير سقم أعينها | ثم شفائي الشفاه أرشفها |
يسكرني قرقف يشعشعها | لحظ الطلا لا الطلا وقرقفها |
يا ضعف قلبي من أعين نجل | أقتلها بالقلوب أضعفها |
ومن عذار كأنه حلق | وأحكام في سروه مضعفها |
ومن خدود حمر موردة | أدومها للحياء أطرفها |
في سلب لبي تلطفت فأتى | نحوي بخط الصبا ملطفها |
يا منكرا من هوى بليت به | علاقة ما يكاد يعرفها |
دع سر وجدي فما أبوح به | وخل حالي فلست أكشفها |
واصرف كؤوس الملام عن فئة | عن شرعة الحب لست تصرفها |
من شرف الحب حل في مهج | أقبلها للغرام أشرفها |
لا يستطيب السلو مغرمها | ولا يلذ الشفاء مدنفها |
فالقلب في لوعة أعالجها | والعين في عبرة أكفكفها |
كأن قلبي وحب مالكه | مصر وفيها المليك يوسفها |
هذا بسلب الفؤاد يظلمني | وهو بقتل الأعداء ينصفها |
الملك الناصر الذي ابدا | بعز سلطانه يشرفها |
قام بأحوالها يدبرها | حسنا وأثقالها يخففها |
بعدله والصلاح يعمرها | وبالندى والجميل يكنفها |
من دنس الغادرين يرحضها | ومن خباث العدا ينظفها |
وإن مصرا بملك يوسفها | جنة خلد يروق زخرفها |
وإنه في السماح حاتمها | وإنه في الوقار أحنفها |
كم آمل بالندى يحققه | ومنية بالنجاح يسعفها |
وليس يوليك وعد عارفة | إلا وعند النجاز يضعفها |
حكم في ماله العفاة فما | ينفذ فيه إلا تصرفها |
وإن شمل اللها يفرقه | لمكرمات له يؤلفها |
ذو شرف مكرماته سرف | ويستحق الثناء مسرفها |
وعزمة بالهدى تكفلها | وهمة للعلى تكلفها |
يوسف مصر التي ملاحمها | جاءت بأوصافه تعرفها |
كتب التواريخ لا يزينها | إلا بأوصافه تعرفها |
ومن يمير العفاة في سنة | أسمنها للجذوب أعجفها |
آيات دين الإله ظاهرة | فيك ويثني عليك مصحفها |
كم جحفل بالعراء ذي لجب | بالصف منه يضيف صفصفها |
كالبحر طامي العباب لاعبة | بموجه للرياح أعصفها |
كتيبة منتضى مهندها | إلى الردى مشرع مثقفها |
غادرتها للنسور مأكلة | حيث بأشلائها تضيفها |
منتصفا من رؤوس طاعنة | بباترات الظبى تنصفها |
وحطت دمياط إذ أحاط بها | من برجوم البلاء يقذفها |
لاقت غواة الفرنج خيبتها | فزاد من حسرة تأسفها |
فر فريريها وأزعجها | نداء داويها تلهفها |
يمطر مطرانها العذاب كما | يردى بهد السقوف أسقفها |
تكسر صلبانها وتنكسها | لقصم أصلابها وتقصفها |
أوردت قلب القلوب أرشية | من القنا للدماء تنزفها |
وليتها سفكها معاملها | عاملها والسنان مشرفها |
تعسفت نحوك الطريق فما | أجدى سوى هلكها تعسفها |
وحسبها في العمى تهافتها | بل لسهام الردى تهدفها |
يمضى لك الله في قتالهم | عزيمة للجهاد ترهفها |
إن أظلمت سدفة أنرت لها | أبهى ليالي البدور مسدفها |
بشائر الدين في إزالته | مواعد الله ليس يخلفها |
أدركت ما أعجز الملوك وقد | بات إلى بعضه تشوفها |
جاوزت غايات كل منقبة | يعز إلا عليك موقفها |
وإن طرق العلاء واضحة | آمنها في السلوك أخوفها |
صلاح دين الهدى لقد سعدت | مملكة بالصلاح تتحفها |
عندي بشكر النعمى ثمار يد | زاكية الغرس أنت تقطفها |
فاقبل نقودا من الفضائل لا | يصاب إلا لديك مصرفها |
أصداف دري إليك أحملها | وعن جميع الملوك أصدفها |
إن لم تصخ لي فهذه درري | لأي ملك سواك أرصفها |
وهل لآمالنا سوى ملك | ينقدها بره ويسلفها |
دنيا من الفضل قد خلت وبدا | للنقص في أهله تعيفها |
وكل سوق للفضل كاسدة | بان لأعدائه تحيفها |
وهل يروح الرجاء في نفر | كلهم في العلى مزيفها |
وقد عطفت لي فضائلي ووفت | لكن حظوظي أعيا تعطفها |
وفضلي الشمس في مطالعها | لكن جهل الزمان يكسفها |
قد أعربت فيك بالثنا كلمي | وحاسدي ضلة يحرفها |
أسدى لنا شيركوه عارفة | يوسف من بعدهما سيخلفها |
أنت قمين بكل تالدة | إنك يا ابن الكرام تطرفها |