إزرع المعروف حزنا وسهلا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إزرع المعروف حزنا وسهلا | وأحصد الكفار سبيا وقتلا |
واقتض الرحمن فتحا قريبا | كلما جل تناهى أجلا |
كفء ما أوليت حمدا وشكرا | وصدقت الله قولا وفعلا |
وعممت الخلق عرفا وجودا | ووسعت الأرض حكما وعدلا |
وبهرت البر والبحر خلقا | عم إفضالا كما خص فضلا |
بجبين ما تجلى لخطب | يظلم الإصباح إلا تجلى |
ويمين عاهدت من سقاه | لا تمل السقي حتى يملا |
وبعزم ألبس الدين عزا | مثلما قد ألبس الشرك ذلا |
وهلال في سماء تجيب | حاز تم المجد يوم أهلا |
وغمام لم تكد تمتريه | منك ريح النصر حتى استهلا |
سيف ضرب لم يرقه حلي | وتراه بالدماء محلى |
وسنان ما يمل استنانا | لو توليه الردى ما تولى |
كلف بالطعن والضرب تامت | قلبه الحرب جمالا ودلا |
فصبا في جاحم الحرب نفسا | وعصى في حاطم الزحف عذلا |
فتمام الوصل ألا يخلي | لجسوم الشرك بالهام وصلا |
ونظام الشمل ألا يبقي | في ديار الكفر للكفر شملا |
فاعمر الدنيا . . . . . . . | ساور الأسد وما تم شبلا |
طرد البأساء حتى سقاها | بكؤوس الموت نهلا وعلا |
وسقى ماء الفضاء دماء | كندى كفيه سحا ووبلا |
في مكر قال للرمح رفقا | ومجال قال للسيف مهلا |
وتلقته العدى بصدور | خط بالخطي فيها وأملى |
وقضى بالهام للجو علوا | وعلى الأشلاء للترب سفلا |
ورأى أن صدور العوالي | من صدور الغدر بالهام أولى |
فدنت والسور يومي إليها | ويناديهن أهلا وسهلا |
وعيون الخلق تسمو إليه | فدنا وهو من البدر أعلى |
صليت منه العدى بسيوف | حر نار الله فيهن أصلى |
فبه أعلي قحطان فخرا | وبه زكي يعرب أصلا |
وبه عرفنا الله أنا | سنرى في خلفه لك مثلا |