شكرا لمن أعطاك ما أعطاكا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شكرا لمن أعطاك ما أعطاكا | رب أذل لملكك الأملاكا |
فشفى الأماني من يمينك مثلما | روى سيوفك من دماء عداكا |
شيم بعدل الله فيك تقسمت | في العالمين معايشا وهلاكا |
والله أشقى جد من عداكا | صنعا وأسعد جد من والاكا |
يا حين مختار لسخطك بعدما | ضاءت له الدنيا بنجم رضاكا |
جدت مساعيه ليحفر هوة | فهوى إليها من سماء علاكا |
لفحته نار بات يقدح زندها | في روضة ممطورة بنداكا |
أمسى وأصبح بين ثوبي غدره | سلبته ما ألبست من نعماكا |
أو ما رأى المغتر عقبي من سعى | في كفر ما أسدت له يمناكا |
أو ما رآك قد استعنت بذي العلا | فأعان واستكفيته فكفاكا |
أو ما رأى أحكامه وقضاءه | يجري بمهلك من يشق عصاكا |
أو ما رأى إشراق تاجك في الورى | والمكرمات الزهر بعض حلاكا |
أو ما رأى مفتاح باب اليمن في | يمناك والميسور في يسراكا |
ومتى رأى داء جهلت دواءه | أو خطب دهر قبله أعياكا |
ما كان أبين في شواهد علمه | أن الرياسة لا تريد سواكا |
حتى هوت قدماه في ظلم الردى | لما اهتدى فيها بغير هداكا |
وأراك فيه الله من نقماته | عاداته في حتف من عاداكا |
قل للمصرع لالعا من صرعة | وافيتها بغيا على مولاكا |
تبا لسعيك إذ تسل معاندا | لخلافه السيف الذي حلاكا |
وسقاك كأسا للحتوف وكم وكم | من قبلها كأس الحياة سقاكا |
لا تفلل الأيام سيفا ماضيا | فض الإله بشفرتيه فاكا |
حييت لموتك أنفس مظلومة | كانت مناياهن في محياكا |
فانهض بخزي الدين والدنيا بما | قد قدمت في المسلمين يداكا |
هذا جزاء الغدر لا عدم الهدى | مولى بسعيك في النفاق جزاكا |
يأيها المولى الذي نصر الهدى | وحمى الثغور وذلل الإشراكا |
لا يبعد الرحمن إلا مهجة | ضلت وفي يدها سراج هداكا |
تعسا لمن ناواك بل ذلا لمن | ساماك بل خزيا لمن جاراكا |
فابلغ مناك فإن غايات المنى | للمسلمين بأن تنال مناكا |
حتى ترى النجل المبارك رافعا | علم السيادة جاريا لمداكا |
ويريك في شبل المكارم والهدى | والبر أفضل ما أريت أباكا |