تسليت حتى أنسي الهائم الهما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تسليت حتى أنسي الهائم الهما | وأغنيت حتى أعدم المعدم العدما |
وإلا فكيف اغتالت القطب والسها | وعارضت الجوزاء واعتامت النجما |
وكيف ابتغت للسقم عندك موضعا | وأنت الذي يشفي الإله به السقما |
وكم رعتها بالسيف في كل بلدة | فإن أقدمت يوما ففي بسطك السلما |
ألا أقدمت في حومة الموت والردى | تطارده حمرا وتبهره قدما |
وهلا وأبصار الكماة شواخص | وبيض الظبى تحمى وسمر القنا تدمى |
وما كانت الحمى بأول كاشح | سعى لك بالبؤسى فجازيته النعمى |
فأوليتها الصبر اللجوج إلى العدى | وعرفتها الصبر الخروح من الغمى |
ومن قبل ما أوسعتها صدر صافح | ونفسا يلذ المسك أنفاسها شما |
فإن جددت في بعدها لك صحة | فمن بعد أن زودتها الطيب والحلما |
وإن تلق جسما بعد جسمك في الورى | وكيف بها أن ترتضي بعده جسما |
فقد أهدت البشرى إليه وأفرغت | عليه السرور المحض والكرم الجما |
وما نقصت منك الليالي فعود | عليك به إلا الخطيئة والإثما |
وعد ذبول الروض يرجى له الحيا | وعند محاق البدر يستقبل التما |
ومن يصل نار الحرب في جاحم الوغى | فلا غرو أن يحصى حشاه وأن يحمى |
ولا عجب من وهب جسم تعاورت | قواه الحصون الصم والمدن الشما |
فبسطة باع جازت الوهم والمدى | ورحب ذراع حازت العرب والعجما |
فإن يبق من شكواك باق فهذه | تمائمك اللاتي شفيت بها قدما |
خيولا كساها الجو نورا فأقدمت | محجلة غرا وإن نتجت دهما |
وبيضا تشكت من شكاتك وحشة | بما أنست حتى قرنت بها العزما |
وسمرا كأن الليل لما سريته | كسا كل لدن من كواكبه نجما |
وكل غريق في الحديد كأنما | تسربل من غزل الغزالة واعتما |
تهاوت به الهواء حتى أممته | إلى طاعة الرحمن فانقاد وائتما |
فلم يدر إلا ظل ملكك موطنا | ولا والدا إلا لديك ولا أما |
ويا ذا الرياسات افتتح فقد انجلت | فواتحك اللاتي ضمن لك الحتما |
ويا منذر الرايات والسابحات قم | فأنذر عداك الذل والخزي والرغما |
ونادت بك الدنيا أبا الحكم احتكم | بحول الذي ألقى إلى يدك الحكما |
وأوف على العلياء واستوف أنعما | حباك الذي يحبو بأجزلها قسما |