أراكَ حسِبتَ النّجمَ ليسَ بواعظٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أراكَ حسِبتَ النّجمَ ليسَ بواعظٍ | لبيباً، وخِلْتَ البَدرَ لا يتكَلّمُ |
بلى، قد أتانا أنّ ما كانَ زائِلٌ، | ولكِنّنا في عالَمٍ ليسَ يَعلَم |
وإنّ أخا دُنياكَ أعمَى يرَى السُّهَى، | عَليلٌ مُعافًى، ظالِمٌ يتَظَلّم |
فهَل تألَمُ الشّمسُ الحوادثَ مثلَنا، | أم اتّسَقَتْ كالهَضْبِ لا يتألّم؟ |
وهل فيكمُ من باخلٍ يُظهِرُ النّدى | رِياءً بهِ، أو جاهلٍ يتَحَلّم؟ |
وما سالَمَ الحيَّ القَضاءُ، وإنّما | إلى الحَتفِ يَرْقَى، والسّلامةُ سُلّم |
فَيا مُطلَقاً للنّفعِ، يَفصِدُ كفَّهُ، | أبِالْكَلْمِ يَستَشفي الأسيرُ المُكلَّمُ؟ |
لعَمري لقد أعيا المَقاييسَ أمرُنا، | فحِندِسُنا، عند الظّهيرَةِ، مُظلِم |
فمن مُحرِمٍ، لا يَحرِمُ العلَقَ الظُّبَا، | ومن مُحرِمٍ، أظفارُهُ لا تُقَلَّم |
ضَعُفنا عن الأشياءِ، إلاّ عنِ الأذى، | وقد يَسِمُ الوَجهَ الكَهامُ المثَلَّم |
وإنّ ظَليمَ القَفرِ يُرضيهِ زِقُّهُ، | ويفهمُ عن أخدانِهِ، وهو أصلم |