ما للنّعائِمِ لا تَمَلُّ نِفارَها؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ما للنّعائِمِ لا تَمَلُّ نِفارَها؛ | والشُّهْبُ تألَفُ سيرَها وسِفارَها |
والطّبعُ يخفُرُ ذمّةً من ناسِكٍ؛ | والعَقلُ يكرَهُ، جاهداً، إخفارَها |
تَلَتِ النّصارى، في الصّوامع، كتبَها | ويهودُ تقرأ، بالقوى، أسفارها |
ليسَ المَعاشرُ، سبّدتْ هاماتِها، | كمَعاشرٍ أمسَتْ تُجِمُّ وِفارَها |
وأعُدُّ قصّ الظّفرِ شيمَةَ ناسكٍ، | والهندُ، بعدُ، مُطيلَةٌ أظفارها |
مِلَلٌ غدَتْ فِرَقاً، وكلُّ شريعَةٍ | تُبدي، لِمُضْمَرِ غيرِها، إكفارَها |
والرّملَةُ البيضاءُ غودِرَ أهلُها، | بعدَ الرَّفاغةِ، يأكلونَ قفارَها |
والعُرْبُ خالفتِ الحضارةَ، وانتقتْ | سُكنى الفلاةِ، ورُعلَها وصُفارَها |
كانت إماؤهُمُ زوافِرَ مَوْرِدٍ، | فالآنَ أثقَلَ نَضرُها أزفارها |
أهِلَتْ بها الأمصارُ، فهيَ ضواربٌ | عَمَدَ الممالِكِ، لا تريدُ قِفارَها |
لم يَبقَ إلاّ أن تؤمّ جيادُهُمْ | رَمَحاً، لتقطَعَ رَملَها وجِفارَها |
عتروا الفوارِسَ بالصّوارِمِ والقَنا، | والمَلْكُ في مصرٍ يُعَتِّرُ فارَها |
جعلوا الشّفارَ هوادِياً لتَنوفَةٍ | مَرهاءَ، تُكحَلُ بالدّجى أشفارُها |
تَكبُو زِنادُ القادِحينَ، وعامرٌ، | بالشامِ، تقدَحُ مَرْخَها وعَفارها |
وإذا الذّنوبُ طَمتْ، فأخلِص توبةً | للَّهِ، يُلْفَ بفضلِهِ غفّارها |