أتاني بها والليل نصفان قد مضى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أتاني بهَا وَاللّيْلُ نِصْفَانِ قَدْ مَضَى | أمامي، وَنِصْفٌ قَدْ تَوَلَّتْ تَوَائِمُهْ |
فَقَال: تَعَلّمْ إنّهَا أرْحَبِيّةٌ، | وَإنّ لكَ اللّيلَ الذي أنتَ جاشِمُهْ |
نَصِيحَتُهُ بَعدَ اللّبَابِ التي اشْتَرَى | بألّفَينِ لمْ تُحّجَنْ عَلَيها دَرَاهِمُهْ |
وَإنّكَ إنْ يَقْدِرْ عَلَيْكَ يكُنْ لَهُ | لسانُكَ أوْ تُغْلَقْ عَلَيْكَ أداهِمُهْ |
كَفاني بها البَهْزِيُّ جُمْلانَ مَن أبى | من النّاسِ، وَالجَاني تُخافُ جَرَائمُهْ |
فتى الجُودِ عيسَى ذو المكارِمِ والنّدى | إذا المَالُ لمْ تَرْفَعْ بَخيلاً كَرَائِمُهْ |
فتى الجُودِ عيسَى ذو المكارِمِ وَالنّدى | إذا المَالُ لمْ تَرْفَعْ بَخيلاً كَرَائِمُهْ |
تَخَطّى رُؤوس الحَارِسِينَ مُخُاطِراً | مَخافَةَ سُلْطَانٍ شَدِيدٍ شَكائِمُهْ |
فَمَرّتْ على أهْلِ الحفَيرِ، كَأنّها | ظَلِيمٌ تَبَارَى جُنْحَ لَيْلٍ نَعائِمُهْ |
كَأنّ شِراعاً فِيهِ مَثْنى زِمَامهَا | من السّاجِ لَوْلا خَطمُهَا وَبَلاعَمُهْ |
كَأنّ فُؤوساً رُكّبَتْ في مَحَالِهَا | إلى دَأيِ مَضْبُورٍ نَبِيلٍ مَحازِمُهْ |
وَأصْبَحْتُ وَالمُلْقَى وَرَائي وَحَنْبلٌ، | وَما صَدَرَتْ حتى تَلا اللّيلَ عاتمُهْ |
رَأتْ بَينَ عَيْنَيْهَا رُوَيّةَ، وانجَلى | لها الصّبحُ عن صَعلٍ أسيلٍ مَخاطِمُهْ |
إذا ما أتَى دُوني الفُرَيّان، فاسْلَمي، | وَأعرَض من فَلْجٍ وعرَائي مخارِمُهْ |