لقد هتك العبد الطرماح ستره
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَقَدْ هَتَكَ العَبْدُ الطِّرِمّاحُ سِترَهُ، | وَأصْلى بِنَارٍ قَوْمَهُ فَتَصَلَّتِ |
سَعيراً شَوَتْ مِنُهُمْ وُجوهاً كأنّهَا | وُجُوهُ خَنَازِيرٍ عَلى النّارِ مُلّتِ |
فَما أنْجَبَتْ أُمَّ العِلافيّ طَيّءٌ، | ولَكِنْ عَجُوزٌ أخْبَثَتْ وَأقَلّتِ |
وَجَدْنَا قِلادَ اللّؤمِ حِلْفاً لِطَيّءٍ | مُقارِنَها في حَيْثُ بَاتَتْ وَظَلّتِ |
وَمَا مَنَعَتْنَا دارَهَا مِنْ قَبيلَةٍ، | إذا مَا تَمِيمٌ بِالسّيُوفِ اسْتَظَلّتِ |
بَني مُحْصَنَاتٍ مِنْ تَمِيم نَجيبَةٍ | لأكْرَمِ آبَاء مِنَ الناس أدّت |
وَلَوْلا حِذَارٌ أنْ تُقَتَّلَ طَيّءٌ | لَمَا سَجَدَتْ لله يَوْماً وَصَلّتِ |
نَصَارَى وَأنْبَاطٌ يُؤدّونَ جِزْيَةً | سِرَاعاً بهَا جَمْزاً إذا هي أُهِلّتِ |
سَقَتْهُمْ زُعافَ السّمّ حَتى تذَبْذبوا، | وَلاقَوْا قَنَاتي صُلْبَةً فَاستَمرّتِ |
تُعَالِنُ بالسّوْءاتِ نِسْوَانُ طَيّءٍ، | وَأخْبَثُ أسْرَارٍ إذا هي أسَرّتِ |
لهَا جَبْهَةٌ كالفِهْرِ يُندي إطَارُهَا، | إذا وَرِمَتْ ألغادُها وَاشْمَخَرّتِ |
أتَذكُرُ شَأنَ الأزْدِ؟ ما أنتَ مِنهُمُ، | وَما لَقِيَتْ مِنّا عُمَانُ وَذَلّتِ |
قَتَلْناهُمُ حَتى أبَرْنَا شَرِيدَهُمْ، | وَقَدْ سُبِيَتْ نِسَوانُهمْ وَاستُحِلّتِ |
نَسِيتُمْ بِقَنْدابيلَ يَوْماً مُذَكَّراً | شَهِيراً، وَقتلى الأزْدِ بالقاعِ جُرّتِ |
حَمَلّنا على جُرْدِ البِغالِ رُؤوسَهُمْ | إلى الشّامِ مِنْ أقصَى العِراقِ تدَلّتِ |
وَكَمْ مِنْ رَئيسٍ قَد قَتلناهُ رَاغِماً | إذا الحَرْبُ عن رُوقٍ قَوَارحَ فُرّتِ |
بمُعترَكٍ ضَنْكٍ بِهِ قِصَدُ القَنَا، | وَضَعْنَا بِهِ أقْدَامَنَا فَاسْتَقَرّتِ |
تَرَكْنَا بِهِ عِنْدَ اللّقَاءِ مَلاحِماً، | عَلَيْهِمْ رَحَانَا بِالمَنَايَا اسْتَحَرّتِ |
فَلَمْ يَبْقَ إلاّ مَنْ يؤدّي زَكَاتَهُ | إلَيْنَا وَمُعْطٍ جِزْيَةً حِينَ حَلّتِ |
ولو أن عصفوراً يمُدُّ جناحه | على طيءٍ في دارها لاستظلت |
سألت حجيج المسلمين فلم أجد | ذبيحة طائيٍّ لمن حج حلت |
وَمَا بَرِئَتْ طَائِيّةٌ مِنْ خِتانِها، | وَلا وُجدَتْ في مسجد الدّينِ صَلّتِ |