(1) ما لا يسع المربي جهله - ابني يسألني في العقيدة
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:في هذه السلسلة التي أسأل الله أن يرزقني فيها الإخلاص وإصابة الحق - سأتناول فيها بشيء من التبسيط أسئلةَ الطفل العقائدية؛ لنضع أساسًا عقائديًّا متينًا منذ الصغر، فإذا عصفت رياح الفتن وعواصف الشبهات، كان راسخًا رسوخ الجبال أمامها بإذن الله، ثابتًا في عقيدته، متيقنًا أنه على الحق وأنه قويٌّ به، وسأحاول إن شاء الله أن أرسل في كل مقال سؤالًا وأبسط إجابته بما فتح الله عليَّ به، ولكن في بداية الأمر أحب أن أبدأ ببعض القواعد العامة في طريقة إجابتنا على أسئلة الطفل.
أولًا: العلم :
لا يستطيع الوالدان الإجابة على أسئلة الطفل دون العلم بالإجابة أولًا؛ ففاقد الشيء لا يعطيه؛ لذا وجب عليهما طلب العلم ، وبفضل الله أصبح العلم سهلَ المنال، فيستطيع الواحد منا أن يتعلم وهو في بيته دون الحاجة إلى عناء السفر؛ وأذكر منها على سبيل المثال: برنامج صناعة المحاور، دبلوم مدكر، أكاديمية التفسير ، وغيرها الكثير والكثير من سلاسل علمية ومرئيات لعلماء أفاضل.
ثانيًا: التبسيط:
وهذا من ضمن الأخطاء، فأحيانًا يمتلك الوالدان العلمَ ولكن لا يستطيعان إيصاله إلى الطفل بحسب فهمه واستيعابه، فتأتي الإجابة لتضيف أسئلة أخرى فوق السؤال الأساسي، فالطفل ما زالت فطرته سليمة وعقله سليمًا ينسجمان مع العقيدة الصحيحة، ويجد فيها الاطمئنان والسكون، إذا وصلت إليه المعلومة بالطريقة الصحيحة.
ثالثًا: المباشرة:
وهذا الخطأ كنتُ أقع فيه، فأظن أن الأسلوب القصصي هو دائمًا الأسلوب الأمثل لإيصال المعلومة، ولكن لم تكن استجابات الأطفال واحدة، فبعضهم كان يملُّ، والبعض الآخر يشعر بأنه دخل متاهة، فكنت أرى أحيانًا أن الأسلم أن تكون الإجابة مركزة ومباشرة؛ لتتأكد المعلومة في نفس الطفل دون زيادة قد لا تفيد بقدر ما تضر.
رابعًا: البحث:
لا يخجل الوالدان من قول: لا أعلم، ولستُ أدري؛ فلا خطأ في ذلك، بل أحيانًا يكون قولها مفيدًا عندما يبحثان مع الطفل على الإجابة، وتكون مرجعهما إلى القرآن والسنة؛ فيتعلم الطفل كيف يبحث وأين يبحث، وألَّا يتحدث فيما لا يعلم، فأمور الدين لا يصلح فيها ذلك.
خامسًا: فهم السؤال:
كثيرٌ من أسئلة الطفل تكون نابعة من تفكيره في المرحلة العمرية التي يمر بها، فإذا علمنا حصائد تلك المرحلة، ولماذا يسأل الطفل هذا السؤال - علمنا كيف نجيبه إجابة صحيحة يفهمها الطفل ويطمئن لها.
سادسًا: التكرار:
ما نريد ترسيخه نكرره على مسامع الطفل؛ ليثبت وتكون بمثابة قواعد أساسية في تفكيره، وحبذا لو كانت آيات وأحاديث صحيحة؛ ليعلم الطفل أن هذين المصدرين هما الأساس في الإجابة.
سأحاول إن شاء الله مراعاة هذه الأمور عند الإجابة على الأسئلة، فما كان من صواب فهذا بفضل الله ومَنِّهِ، وما كان من خطأ فأستغفر الله منه.
___________________________________
الكاتب: داليا رفيق بركات