وكوم تنعم الأضياف عينا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَكُومٍ تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْناً، | وَتُصْبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا |
حُوَاسَاتِ العِشَاءِ خُبَعْثَنَاتٍ | إذا النّكْبَاءُ رَاوَحَتِ الشَّمَالا |
كَأنّ فِصَالَها حَبَشٌ جِعَادٌ، | تُخَالُ على مَبَارِكِهَا جِفَالا |
لأكْلَفَ أُمُّهُ دَهْمَاءُ مِنْهَا، | كَأنّ عَلَيْهِ مِنْ جَلَدٍ جِلالا |
أرِقْتُ، فَلَمْ أنَمْ لَيْلاً طَوِيلاً، | أُرَاقِبُ هَلْ أرَى النّسْرَينِ زَالا |
فأرّقَني نَوَايِبُ مِنْ هُمومٍ | عَلَيّ، وَلَمْ يَكُنْ أمْرِي عِيَالا |
وَكَانَ قِرَى الهُمُومِ، إذا اعْتَرَتْني | زَمَاعاً، لا أُرِيدُ بِهِ بدَالا |
فَعادَلْتُ المَسَالِكَ نِصْفَ حَوْلٍ، | وَحَوْلاً بَعْدَهُ حَتى أحَالا |
فَقَالَ لِيَ الّذِي يَعْنِيهِ شَأني، | نَصِيحَةَ قَوْلِهِ سِرّاً، وَقَالا |
عَلَيْكَ بَني أُمَيّةَ، فَاسْتَجِرْهُمْ، | وَخُذْ مِنْهُمْ لِمَا تَخْشَى حِبَالا |
فَإن بَني أُمَيّةَ في قُرَيْشٍ، | بَنَوا لِبُيُوتِهِمْ عَمَداً طِوَالا |
فَرَوّحْتُ القَلُوصَ إلى سَعِيدٍ، | إذا مَا الشّاةُ في الأرْطَاةِ قَالا |
تَخَطّى الحَرّةَ الرّجْلاءَ لَيْلاً، | وَتَقْطَعُ في مَخَارِمِهَا نِعَالا |
حَلفَتُ بِمَنْ أتَى كَنَفَيْ حِرَاءٍ، | وَمَنْ وَافَى بِحُجّتِهِ إلالا |
إذا رَفَعُوا سَمِعْتَ لَهُمْ عَجِيجاً، | عَجيجَ مُحَلِّىءٍ نَعَماً نِهالا |
وَمَنْ سَمَك السّمَاءَ لَهُ فَقامَتْ، | وَسَخّرَ لابنِ داوُدَ الشَّمَالا |
وَمَنْ نَجّى مِنَ الغَمَرَاتِ نُوحاً، | وَأرْسَى في مَواضِعِها الجِبَالا |
لَئْنْ عافَيْتَني وَنَظَرْتَ حِلْمي | لأعْتَتِنَنْ إنِ الحَدَثَانُ آلا |
إلَيْكَ فَرَرْتُ مِنْكَ وَمِنْ زِيَادٍ، | وَلَمْ أحْسِبْ دَمي لَكُمَا حَلالا |
وَلَكِنّي هَجَوْتُ، وَقَدْ هَجَتْني | مَعاشِرُ قَدْ رَضَخْتُ لَهمْ سِجَالا |
فإنْ يَكُنِ الهِجَاءُ أحَلّ قَتْلي، | فَقَدْ قُلْنَا لِشَاعِرِهِمْ، وَقَالا |
وَإنْ تَكُ في الهِجَاءِ تُرِيدُ قَتْلي، | فَلَمْ تُدْرِكْ لِمُنْتَصِرٍ مَقَالا |
ترَى الشُّمَّ الجَحاجِحَ مِنْ قُرَيْشٍ | إذا مَا الأمْرُ في الحَدَثَانِ عَالا |
بَني عَمّ الرّسُولِ ورَهْطَ عَمْروٍ، | وَعُثْمَانَ الّذِينَ عَلَوْا فَعَالا |
قِيَاماً يَنْظُرُون إلى سَعِيدٍ، | كَأنّهُمُ يَرَوْنَ بِهِ هِلالا |
ضَرُوبٍ للقَوانِسِ، غَيْرِ هِدٍّ، | إذا خَطَرَتْ مَسَوَّمَةً رِعَالا |