ألكني وقد تأتي الرسالة من نأى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألِكْني، وَقَدْ تأتي الرّسالَةُ مَن نَأى، | إلى ابنِ شرِيكٍ ذي الحُجولِ المُطوَّقِ |
بِأنّ جَنَاباً لَمْ يُغَيِّرْ فُؤادهُ | تَلاقي مَعدٍّ في مَنَاخِ التّفَرّقِ |
وَمَا زادَهُ إلاّ انْفِرَاثاً لِقَاؤهُ | قُرَيْشاً وما استحيا وذو العِرْضِ يَتّقي |
عَلى نَفْسِهِ حَتى يُزايِلَ جَارَهُ | كَريماً وعلمْ يَظعَنْ بعرْضٍ مُخَرَّقِ |
ألمْ أضْمَنِ المَوْتَ الذي لا يَرُدُّهُ، | إذا جَاءَ، إلاّ رَبُّ غَرْبٍ وَمَشْرقِ |
لذَحْلَيْهِما إذْ فَوّزَتْ نِقْضَيَاهِما | بِبَايِنَةٍ عَنْ زَوْرِها كُلَّ مِرْفَقِ |
وَقُلْتُ لأخْرَى: استَظهرُوا بنَجائِها | كأحْقَبَ مِيفاءٍ عَلى القُورِ سَهْوَقِ |
إذا شَلّ في صَمّانَةٍ أوْقَدَتْ لَهُ | حَوَافِرُها نِيرَانَ مَرْوٍ مُفَلَّقِ |
كأنّ عُكاظِيّاً لَهُ حِينَ زَايَلَتْ | عَقيقَتُهُ سِرْبالَ حَوْلٍ مُمَزَّقِ |
وَألْقَيْتُ عَنْ ظَهرَيِهما شَمْلَتَيِهِما | بِأرْدِيَةِ العَصْبِ اليَماني المُلَفَّقِ |
وَما كُنْتُما أهْلاً لَهُ غَيرَ أنّني | ذَكَرْتُ أبي للصّاحِبِ المُتَعَلِّقِ |
وَكَمْ عَنْ جَنابٍ لوْ تَلَبّثَ لم يَؤبْ | إلى أهْلِهِ، إلاّ بكُرْسُوعِ مِرفَقِ |
فمِنْهُنّ عِندَ البَيْتِ حَيثُ سَرَقْنَهُ | مَتاعُ أبي زَبّانَ، في أيّ مَسْرَقِ |
بِمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كُنْتُمَا بِهَا، | وَزَمْزَمَ، وَالمَسْعَى، وَعندَ المُحَلَّقِ |
وَمِنهُنّ إذْ رَاعَى جَناباً وَقَدْ دَنا | إلى بابِ مغْلاقِ الشَّبَا غَيرِ مُغلَقِ |
فَلَمّا رَأى أنْ قَدْ كَرَرْتُ ورَاءَهُ | تَكَشّرَ، والحَوْباءُ عِندَ المُخَنَّقِ |
تَكَشّرَ مَكْرُوبٍ يُتَلّ، وَكَم رَأى | على بابِ سَلْمٍ مِن أكُلّ وَأسوُقِ |
فَلَوْ أنّني داوَيْتُ قَوْماً شَفَيْتُهُمْ، | ولَكِنّني لاقَيْتُ مِثْلَ الجَلَوْبَقِ |
وَكُنْتُ أرى أنّ الجَلَوْبَقَ قد ثَوَى | فيَنْفُقُ لي مِنْ بينِ رُكْنيْ مُخَفَّقِ |