رأى عبد قيس خفقة شورت بها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَأى عَبْدُ قَيسٍ خَفْقَةً شَوّرَتْ بها | يَدا قَابِسٍ ألْوَى بهَا ثمّ أخْمَدَا |
أعِدْ نَظَراً يَا عَبْدَ قَيْسٍ فَرُبّمَا | أضَاءتْ لَكَ النّارُ الحِمارَ المُقَيَّدَا |
حِمَارُ كُلَيْبيّينَ لمْ يَشْهَدُوا به | رِهَاناً وَلم يُلْفَوْا على الخَيل رُوَّدَا |
عَسى أنْ يُعيدَ المُوقدُ النّارَ فالتمسْ | بعَينَيْكَ نَارَ المُصْطَلي حَيْثُ أوْقَدا |
فَمَا جَهِدُوا يَوْمَ النِّسَارِ، وَلمْ تَعُدْ | نِسَاؤهُمُ مِنْهُمْ كَمِيّاً مُوَسَّدا |
كُلَيْبِيّة لَمْ يَجْعَلِ الله وَجهَهَا | كَرِيماً ولمْ تَزْجُرْ لهَا الطّيرُ أسعَدا |
فكَيْفَ وَقَدْ فَقَّأتُ عَينَيكَ تَبتَغي | عِنَاداً لِنَابَيْ حَيّةٍ قَدْ تَرَبّدا |
مِنَ الصُّمّ تكفي مَرّةً مِنْ لُعَابِهِ، | وَمَا عادَ إلاّ كانَ في العَوْدِ أحمَدا |
تَرَى ما يمسّ الأرْضَ مِنه، إذ اسَرَى، | صُدُوعاً تَفَأى بالدَّكادِكِ صُلَّدَا |
لَئِنْ عِبْتَ نَارَ ابنِ المَرَاغَةِ إنّهَا | لألأمُ نَارٍ مُصْطَلينَ وَمَوْقِدا |
إذا أثْقَبُوهَا بِالكُدادَةِ لَمْ تُضيء | رَئيساً وَلا عِنْدَ المُنِيخِينَ مَرْفَدا |
وَلَكِنّ ظِرْبَى عِنْدَهَا يَصْطَلُونها، | يَصُفوّنَ للزَّرْبِ الصّفِيحَ المُسَنَّدا |
قَنَافِذُ دَرَامُونَ خَلْفَ جِحاشِهم | لِمَا كَانَ إيّاهُمْ عَطِيّةُ عَوّدا |
إذا عَسْكَرَتْ أُمُّ الكُلَيْبيّ حَوْلَهُ | وَظِيفاً لظُنْبُوبِ النّعامَةِ أسْوَدا |
عَمَدْتَ إلى بَدْرِ السّمَاءِ وَدُونَهُ | نَفَانِفُ تَثْني الطَّرْفَ أنْ يَتَصَعّدا |
هَجَوْتَ عُبيداً أنْ قَضَى وَهوَ صَادقٌ، | وَقَبْلَكَ مَا غَارَ القَضَاءُ وَأنْجَدا |
وَقَبْلَكَ مَا أحْمَتْ عَدِيٌّ دِيَارَهَا، | وأصْدَرَ رَاَعِيهِمْ بِفَلّجٍ وَأوْرَدا |
هُمُ مَنَعُوا يَوْمَ الصُّلَيعاءِ سِرْبَهُمْ | بِطَعْنٍ تَرَى فيهِ النّوَافِذَ عُنَّدا |
وَهُمْ مَنَعُوا مِنْكُمْ إرَابَ ظُلامَةً، | فَلَمْ تَبْسُطُوا فِيها لِسَاناً وَلا يَدا |
وَمِنْ قَبلِها عُذْتُمْ بأسْيَافِ مازِنٍ | غَداةَ كَسَوْا شَيبانَ عَضْباً مُهَنّدَا |