إن هجاء الباهليين دارما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دَارِماً | لَمِنْ بِدَعِ الأيّامِ ذاتِ العَجائِبِ |
أباهِلَ! هَلْ في دَلوِكُمْ، إذْ نَهَزْتُمُ | بها، كَرِشَاءِ ابنَيْ عِقالٍ وَحاجِبِ |
رِشَاءٌ لَهُ دَلْوٌ تَفيضُ ذَنُوبُهَا | على المَحْلِ أعلى دَلْوِهَا في الكَوَاكبِ |
فمَن يَكُ أمسَى غابَ عَنهُ فُضُوحُهُ، | فَلَيْسَ فُضُوحُ ابنَيْ دُخَانٍ بغائبِ |
لَعَمْرُكَ! إنّي وَالأصَمَّ وَأُمَّهُ | لَفي مَقْعَدٍ في بَيْتِهَا مُتَقاِربِ |
تَقولُ وقَدْ ضَمّتْ بعِشرِينَ حَوْلَهُ: | ألا لَيْتَ أني زَوْجةٌ لابنِ غالِبِ |
لأرْشُفَ رِيحاً لمْ تَكُنْ بَاهِلِيّةً، | وَلَكِنّهَا رِيحُ الكِرَامِ الأطَايِبِ |
بَنُو دارِمٍ كالمِسْكِ رِيحُ جُلُودهمْ، | إذا خَبُثَتْ رِيحُ العَبيدِ الأشَايِبِ |
ألا كُلُّ بَيْتٍ بَاهِليٍّ أمَامَهُ | حِمَارٌ وَعِدْ لا نِحِيِ سَمْنٍ وَرَايِبِ |
يُؤدّى بهَا عَنْهُمْ خَرَاجٌ، وَانّهُمْ، | لجِرْوَةَ، كانُوا جُنّحاً للضّرَائِبِ |
إذا ابْنَا دُخَانٍ وَاقَفَا وِرْدَ عُصْبَةٍ | لِئامٍ وَإنْ كانوا قَليلي الحَلايِبِ |
لَقالوا اخْسَآ يا بنَيْ دُخانٍ فإنّكُمْ | لِئَامٌ وَشَرّابُونَ سُؤرَ المَشَارِبِ |
فَظَلّ الدُّخانيّونَ تُرْمَى وُجوهُهمْ | عَلى المَاءِ بالإقْبالِ رَمْيَ الغَرَائِبِ |
أبَاهِلَ! إنّ المَاءَ لَيْسَ بِغَاسِلٍ | مَخازِيَ عنكُمْ عارُها غَيرُ ذاهِبِ |
وَإنّ سِبَابِيكُمْ لَجَهْلٌ، وَأنْتُمُ | تُبَاعُونَ في الأسْوَاق بَيْعَ الجلايِبِ |