سما لك شوق من نوار ودونها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سمَا لَكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارٍ، وَدُونَها | سَوَيْقَةُ وَالدَّهْنا وَعَرْضُ جِوَائِها |
وَكُنْتَ، إذا تُذْكَرْ نَوَارُ، فإنّها | لِمُندمِلاتِ النّفسِ تَهياضُ دائِها |
وأرْضٍ بها جَيْلانُ رِيحٍ مَرِيضَةٍ، | يَغُضّ البَصِيرُ طَرْفَهُ من فَضَائِها |
قَطَعْتُ على عَيْرَانَةٍ حِمْيَرِيّةٍ | كُمَيتٍ؛ يَئطّ النِّسْعُ من صُعدائِها |
وَوَفْرَاء لم تُخْرَزْ بِسَيْرٍ وَكِيَعةٍ، | غَدَوْتُ بِها طَيّاً يَدي في رِشَائِها |
ذَعَرْتُ بها سِرْباً نَقِيّاً، كَأنّهُ | نُجُومُ الثّرَيّا أسْفَرَتْ من عَمائِهَا |
فعادَيتُ منِها بين تَيْسٍ وَنَعْجَةٍ، | وَرَوّيْتُ صَدرَ الرُّمْحِ قَبلَ عَنائِها |
ألِكْني إلى ذُهْلِ بنِ شيبانَ، إنّني | رَأيْتُ أخَاهَا رَافِعاً لِبِنَائِها |
لَقَدْ زَادَني وُدّاً لِبَكْرِ بنِ وَائِلٍ | إلى وُدّهَا المَاضي وَحُسْنِ ثَنائِها، |
بلاءُ أخِيهِمْ، إذْ أُنِيخَتْ مَطِيّتي | إلى قّبّةٍ، أضْيَافُهُ بِفَنَائِها |
جَزَى الله عَبْدَ الله لَمّا تَلَبّسَتْ | أُموري، وَجاشَتْ أنفُسٌ من ثَوَائِها، |
إلَيْنَا، فَبَاتَتْ لا تَنَامُ كَأنّهَا | أُسَارَى حَدِيدٍ أُغْلِقَتْ بِدِمائِها |
بِجَابِيَةِ الجَوْلانِ بَاتَتْ عُيُونُنَا | كَأنّ عَوَاوِيراً بِها مِنْ بُكَائِها |
أرِحْني أبَا عبْدِ المَلِيكِ، فَما أرَى | شِفَاءً مِنَ الحاجَاتِ دُونَ قضَائِها |
وَأنْتَ امْرُؤٌ للصُّلْبِ مِنْ مُرّةَ التي | لهَا، مِنْ بَني شَيْبَانَ، رُمْحُ لِوَائِها |
هُمُ رَهَنُوا عَنهُمْ أباكَ، فَما أَلَوا | عَنِ المُصْطَفَى مِنْ رَهْنِها لِوَفائِها |
فَفَكّ مِنْ الأغلالِ بَكْرَ بنَ وَائلٍ، | وَأعطى يَداً عَنهُمْ لهمْ من غَلائِها |
وَأنقذَهم من سجن كِسرَى بن هُرْمُزٍ، | وَقَدْ يَئِسَتْ أنْفارُها مِنْ نِسائِها |
وَما عَدّ مِنْ نُعمى امرُؤٌ من عَشيرَةٍ | لِوَالِدِهِ عَنْ قَوْمِهِ كَبَلائِها |
أعَمَّ عَلى ذُهْلِ بنِ شَيبانَ نِعْمَةً، | وأدْفَعَ عَنْ أمْوَالِها وَدِمَائِها |
وَما رُهِنتْ عن قوْمِها من يَدِ امرِىءٍ | نِزَارِيّةٍ أغْنَتْ لهَا كَغَنَائِها |
أبُوهُ أبُوهُمْ في ذَرَاهُمْ، وَأُمُّهُ | إذا انْتَسَبَتْ، من ماجِداتِ نِسائِها |
وَما زِلْتُ أرْمي عَن رَبيعَةَ مَنْ رَمى | إلَيها، وَتُخشَى صَوْلَتي مِنْ ورَائِها |
بِكُلّ شَرُودٍ لا تُرَدّ، كَأنّها | سَنَا نَارِ لَيْلٍ أُوقِدَتْ لِصِلائِها |
سَتَمْنَعُ بَكْراً أنْ تُرَامَ قَصَائِدي، | وَأخْلُفُها مَنْ ماتَ مِنْ شُعَرَائِها |
وَأنْتَ امْرُؤٌ مِنْ آلِ شَيبانَ تَستقي | إلى دَلْوِكَ الكُبْرَى عِظامُ دِلائِها |
لَكُمْ أثْلَةٌ مِنها خَرَجْتُمْ وَظِلّها | عَلَيْكُمْ وفيكُمْ نَبتُها في ثَرَائِها |
وَأنتَ امرُؤٌ من ذُهلِ شَيبانَ تَرْتقي | إلى حَيثُ يَنمي مَجدُها من سَمائِها |
وقد عَلِمتْ ذُهلُ بنُ شَيبانَ أنّكمْ | إلى بَيْتِها الأعْلى وَأهْلُ عَلائِها |