ألا زعمت عرسي سويدة أنها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا زَعَمَتْ عِرْسي سُوَيْدَةُ أنّهَا | سَرِيعٌ عَلَيْها حِفْظَتي للمُعاتِبِ |
وَمُكْثِرَةٍ، يا سَوْدَ، وَدّتْ لَوَ انّها | مكانَكِ، وَالأقوَامُ عِنْدَ الضّرَايبِ |
ولَوْ سألَتْ عَنّي سُوَيْدَةُ أُنْبِئَتْ | إذا كانَ زَادُ القَوْمِ عَقْرَ الرّكايِبِ |
بضَرْبي بسَيْفي ساقَ كلّ سَمِينَةٍ، | وَتَعْلِيقِ رَحْلي ماشِياً غَيرَ رَاكِبِ |
وَلَوْلا أُبَيْنُوها الّذينَ أحبُّهُمْ، | لقَدْ أنكَرَتْ منّي عُنُودَ الجَنائِبِ |
وَلَكِنّهُمْ رَيْحانُ قَلبي، ورَحمَةٌ | مِنَ الله أعطاها مَلِيكُ العَوَاقِبِ |
يَقُودُونَ بي إنْ أعْمَرَتْني مَنِيّةٌ، | وَيَنْهَوْنَ عَنّي كُلَّ أهْوَجَ شاغبِ |
هُمُ بَعْدَ أمْرِ الله شَدّوا حِبَالَها، | وَأوْتَادَهَا فينا بِأبْيَضَ ثَاقِبِ |
لَنَا إبِلٌ لا تُنْكِرُ الحبلَ عَجْمُها؛ | وَلا يُنْكِرُ المأثُورُ ضَرْبَ العَراقبِ |
وَقد نُسمِنُ الشّوْلَ العِجافَ وَنبتغي | بها في المعالي، وَهيَ حُدْبُ الغَوارِبِ |
خَرَجْنا بها مِنْ ذي أُرَاطَى، كأنّها | إذا صَدّها الرّاعي عِصيُّ المَشاجِبِ |
جُفافٌ أجَفَّ الله عَنْهُ سَحَابَهُ، | وأوْسَعهُ من كُلّ سَافٍ وَحاصِبِ |
فما ظَلَمَتْ أنْ لا تَنورَ، وَخَلْفَها | إذا الجُدْبُ ألقى رَحلَهُ سيفُ غالِبِ |
خَليطانِ فيها قَدْ أبَادا سرَاتَهَا | بعَرْقِ المناقي، وَاجتِلاحِ الغَرائِبِ |
ولَوْ أنّها نَخْلُ السّوَادِ، وَمِثْلُهُ | بحافاتها مِنْ جَانِبٍ بَعْدَ جَانِبِ |
وَلَوْ أنّها تَبْقَى لِبَاقٍ لأُلْجِئَتْ | إلى رَجُلٍ فِيها صَنِيعٍ وَكاسِبِ |