أما العداة فقد أروك نفوسهم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أمّا العُدَاةُ، فَقَدْ أرَوْكَ نُفُوسَهُمْ، | فاقصِدْ بِسُوءِ ظُنُونِكَ الإخْوَانَا |
تَنحاشُ نَفْسِي أنْ أذُلّ مَقَادَةً، | وَيَزِيدُ شَغْبي أنْ ألِينَ عِنَانَا |
وأخِفُّ عَنْ كَتِفِ الصّدِيقِ نَزَاهَةً | مِنْ قَبلِ أنْ يَتَلَوّنَ الألْوَانَا |
وأخٍ أرَابَ، فَلَمْ أجِدْ في أمْرِهِ | إلاّ التّمَاسُكَ عَنْهُ، والهِجْرَانَا |
أغْبَبْتُهُ أنْ أسْتَمِيحَ لَهُ يَداً، | أوْ أنْ أُعَنّيَ فيَّ مِنْهُ لِسَانَا |
وأرَاهُ لَمّا لَمْ أُطَالِبْ نَفْعَهُ | أنْشَا يَضُرُّ تَغَيُّباً وَعِيَانَا |
مَا كَانَ مِنْ أمَلٍ وَمنكَ فقَد أتَى | يَسْرِي إليّ مُبَيَّناً تِبْيَانَا |
لَوْ كَانَ مَا أدّى إلَيْكَ سِرَارُها | خَيْراً، لَكَانَ حَديثُها إعْلانا |
إِنْ كَانَ ذَاكَ لِعُزْبَةِ البَعْثِ الَّذِي | جُمِّرْتَ فِيهِ فَدُونَكَ الصِّبْيَانَا |
وَمِنَ العَجَائِبِ تُهْمَتي لَكَ، بعدَما | كُنتَ الصّفيّ لَدَيّ، والخُلْصَانَا |
وَتَوَقُّعي مِنْكَ الإسَاءَةَ جَاهِداً، | والعَدْلُ أنْ أتَوَقَّعَ الإحْسَانَا |
وَكَمَا يَسُرُّكَ لِينُ مَسّيَ رَاضِياً، | فَكذاكَ فاخْشَ خُشُونَتِي غَضْبَانَا |