يهدي الخيال لنا ذكرى إذا طافا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يُهدي الخيَالُ لَنَا ذِكْرَى، إذا طَافَا | وَافَى يُخادِعُنَا، وَالصّبحُ قَد وَافَى |
تَصْدُقُنا المَنعَ سُعدى، حينَ نَسألُها | نَيْلاً، وَتَكْذِبُنَا بَذْلاً وَإسْعَافَا |
إنّ الغَوَاني، غَداةَ البَينِ، قِضْنَ لنَا | ماأمّلَ الدّنِفُ المُضْنَى بما خَافَا |
فَتَنّ طَرْفاً، وَقد وَدَّعْنَ عَنْ نظَرٍ | ساجٍ، وَتَيّمْنَ، إذْ صَافحنَ أطرَافَا |
إذا نَضَوْنَ شُفُوفَ الرَّيطِ آوِنَةً، | قَشَرْنَ عن لُؤلؤِ البحرَينِ أصْدافا |
نَوَاصِعٌ، كسُيوفِ الصَّقْلِ مُشعِلَةٌ | ضَوْءاً، وَمُرْهَفَةٌ في الجَدلِ إرْهافَا |
قَضَى لَنَا الله بَلوَى في نَوَاظِرِهَا، | تُقضِي عَلَينا، وَعَافَى الله مَن عَافَى |
كأنّهنّ، وَقد قارَبنَ مِنْ طرَفي | ضِدّينِ في الحُسنِ، تَبْتيلاً وَإخطافَا |
رَدَدْنَ ما خَفّفَتْ منهُ الخُصُورُ إلى | ما في الَمآزِرِ، فاستَثْقَلْنَ أرْدافا |
ما للسّحابِ خَلاقٌ، أوْ يَصُوبَ عَلى | عَلْيا سَوِيقَةَ، أجزَاعاً، وأخْيَافَا |
إذا أرَدْتُ لرَاقي الدّمْعِ مُنْحَدَراً، | ذَكَرْتُ مُرْتَبَعاً فيها، وَمُصْطَافَا |
إنْ أُتْبِعِ الشّوْقَ إزْرَاءً عَلَيْهِ، فَقَد | جافَى منَ النّوْم عَنْ عينيّ ما جَافَى |
أزَاجِرٌ أنا جُرْدَ الخَيْلِ أجْشَمُهَا | سَيراً إلى الشّامِ، إغْذاذاً وإيجَافا |
خُوصُ العُيونِ إذا أبدتْ سُرًى مَثَلتْ | بالأرْضِ، أوْ أجحَفَتْ باللّيلِ إجحافا |
دَوَافِعٌ، في انخِرَاقِ البَرّ مَوْعِدُها، | مَدافعُ البَحرِ مِنْ بَيرُوتَ أو يَافَا |
حتّى تَحُلَّ، وَقد حَلّ الشّرَابُ لَنَا، | جَنّاتِ عَدْنٍ على السّاجُورِ ألْفَافَا |
نُضِيفُ نَازِلَةً تَقْرِي النَّوال كمَا | كُنّا نُزُولاً على الطّائيِّ أضْيَافَا |
إنّ لقَوْمي، على الأقْوَامِ، مَنزِلَةً، | يُعطَونَ فيها، على الأشرَافِ، إشرَافَا |
مَنْ يَنْأ كِبْرٌ بِهِ عَنّا، وأُبّهَةٌ، | نَحْمَدْ أبَا جَعْفَرٍ قُرْباً، وَإنْصَافَا |
رَدَّ الحَوَادِثَ مُلْقَاةً أوَائِلُهَا | عَلى أوَاخِرِها، رَدْعاً وَإيقَافَا |
إنْ تُرْمَ آلاؤهُ، في الدّهْرِ عن وَتَرٍ، | تَكُنْ لَهَا نُوَبُ الأيّامِ أهْدافَا |
عَزَّ العِرَاقَيْنِ، حتّى ظَلّ مُخْتَتِياً | لَهُ العِرَاقَانِ، أقْلاماً وَأسْيَافَا |
كَمْ مِنْ أبيِّ أُنَاسٍ في وِلاَيَتِهِ، | قَدْ ذَلّ عارِضَةً، أوْ لانَ أعْطافَا |
سَاسَ البِلادَ بتَدْبيرٍ يُطَبّقُهَا، | أيَّدَ واسِطَةً مِنْهَا وَأطْرَافَا |
لمْ يَرْتَفِعْ عَنْ مُرَاعَاةِ الصّغِيرِ، وَلَمْ | يَنزِلْ إلى الطَّمَعِ المَخْسوسِ إسْفافا |
باسِطُ عَدْلٍ على الأعداءِ، لوْ عصَبوا | بغَيرِهِ لتَوَخّى الجَوْرَ، أوْ حَافَا |
لمْ يَتّسعْ للأداني في أمَانَتِهِ، | وَقَدْ َرأََى خِلَلاً مِنهُمْ وَأُلاّفا |
تَنَاذَرَتْهُ أعَارِيبُ السّوَادِ، فَمَا | شَتَا بِهِ قاطِنٌ مِنْهُمْ، وَلاَ صَافَا |
وَكنتُ أعهَدُ عَينَ التّمرِ جامِعَةً | منَ الخَليطَينِ، أزْياداً، وأعْوَافَا |
ما مَنْ هَوًى منهُ باتَ السّيفُ مُلتِهماً | أوَاصِراً وَشَجَتْ منهُمْ، وأحْلافَا |
مُنخَرِقُ اليَدِ بالمَعْرُوفِ، يَخبِطُ في | عَرْضٍ منَ المَالِ، لا يألُوهُ إتْلاَفَا |
إذا وَعَدْتُ التّجافي عَنْ مَوَاهِبِهِ، | دافَعتُ بالنُّجحِ، أوْ أخلَفتُ إخلافا |
آلَيْتُ لا أُجْهِدُ الطّائيَّ، مُلتَمِساً | جَدوَى، وَلا أسألُ الطّائيَّ إلْحَافَا |
بحَسْبِنَا مِنْهُ ما يَزْدَادُ مِنْ حَسَبٍ، | وَمَا قَضَى من فُرُوضِ القَوْمِ، أوْ كَافَا |
قضَيتُ عَنّي ابنَ بِسطامٍ صَنيعَتَهُ | عِندي، وَضَاعَفتُ ما أوْلاهُ إضْعَافَا |
وَكَانَ مَعرُوفُهُ قَصْداً إِلي، وَمَا | جازَيْتُهُ عَنهُ تَبْذيراً، وإسْرَافَا |
مِئُونَ عَيْناً، تَوَلّيْتُ الثّوَابَ بهَا، | حتّى انثَنَتْ لأبي العَبّاسِ آلاَفَا |
قَدْ كَانَ يَكْفيهِ، فما قَدّمَتْ يدُهْ، | رِباً يَزِيدُ إَِلى الآحَادِ أنْصَافَا |
تِلْكَ المَدائحُ أحرَارُ الرّقاب فيهاِ | أرَى عَلَيْهِ دُيُوناً لي، وإسْلافا |
فَلاَ تَزَلْ مُرْصِداً للخَيْرِ تَفْعَلُهُ، | وَثَابِتاً دونَ ما تَخْشاهُ، وَقّافَا |