هبل الواشي بها أنى أفك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هُبِلَ الوَاشِي بهَا، أنّى أفَكْ، | لَجّ في قَوْمٍ عَلَيْها، وَمَحَكْ |
وَقَدِيماً لَمْ أزَلْ في حُبّهَا | شارِدَ السّمعِ عنِ القوْلِ الأرَكّ |
كُلُّ عَانٍ يَتَرَجّى فَكَّهُ، | وَلِذاتِ الخَالِ عَانٍ ما يُفَكّ |
وَجَدَتْ غِرّةَ قَلْبٍ شَفَّهُ، | سَقَمُ الحُبّ، وَجسْمٍ قد نُهِكْ |
حَسْبُ لَيلى أنّني لمْ أنْفَكِكْ | من أسًى يُشجي، إذا الخالِي ضَحكْ |
خَيّمَتْ في نَهْرِ عيسَى فغَدَا | نَهرُ عيسَى، وَبهِ القلبُ سَدِكْ |
يا أخا الشّامِ امضِ مَكلُوءاً، فَما | جانبي منكَ، وَلا ضِلعي مَعَكْ |
شَغَلَتْ بَغدادُ شَوْقي عَن قُرًى | عندَ مَيْشَاء، وَعَرْضٍ وَأُرُكْ |
مَنْزِلٌ لي بالعِرَاقِ اخْتَرْتُهُ، | لمْ يَشُبْ حُرَّ يَقيني فيهِ شَكّ |
وَإذا دِجلَةُ مَدّتْ شَأوَها، | وَجَرتْ جَرْيَ اللّجَينِ المُنسَبِكْ |
عارَضَتْ رَبْعي بفَيْضٍ مُزْبِدٍ، | بَينَ أموَاجٍ تَسامَى، وَحُبُكْ |
يَتَكَفّا النّخْلُ، في حافاتِها، | بالقَمارِيّ تُغَنّي، أوْ تَبِكْ |
حُنِيَتْ تلكَ العَرَاجينُ عَلى | لؤلؤٍ غضٍّ وَخُوصٍ كالشّرَكْ |
وَلِيَتْني مِنْ سُلَيْمانٍ بِهِ | نِعْمَةٌ مِثْلُ السّحابِ المُدّرِكْ |
وَأبُو العَبّاسِ لي جارٌ، فَقُلْ | في جِوَارِ البَحرِ وَفْقاً، وَالمَلِكْ |
وَإلى عَبْدِ العَزِيزِ اتّجَهَتْ | رَغْبَتي تَسْلُكُ نَهْجاً مُشترِكْ |
يَصْبِحَ الدّهْرَ عَلى جِيرَانِهِ، | ناصِلَ الأظفارِ مَضْمونَ الدّرَكْ |
سَيّدٌ نَجْرُ المَعَالي نَجْرُهُ، | يَمْلِكُ الجُودُ عَلَيهِ ما مَلَكْ |
وَيَمَانٍ، إنْ يُسَلْ لا يَعْتَلِلْ، | كاليَماني العَضْبِ إن هُزّ بتَكْ |
لا يُعَنّي نَفْسَهُ مِنْ أسَفٍ، | إثْرَ حَظٍّ فاتَ، أوْ وَفْرٍ هَلَكْ |
بَرَزَتْ أَنْعُمُهُ في عَدَدٍ | دُفَعَ اٌلبَحِْرِ وأَدوَارَ اٌلفَلك |
يَرْقُبُ اٌلأَعْدَاءَ مِنْ رَوْعاتِها | بَغَتَاتُ اٌلخيْلِ يَحمْلْنَ الشَّكَكْ |
حَطَّ في طَلْحَةَ أَو في مصعَبٍ | لاَ يُبَالي أَيَّ أُسْلبٍ سَلَكْ |
خَيْرُهُم جَدًّا وَعَمًّا وأَباً | مُحْتِدٌ زَاكٍ وَغَيْضٌ مُشْتَبِكْ |
يا أبَا العَبّاسِ لَنْ يَقْطَعَ بي | أمَلي فيكَ، وَلا ظَنّيَ بِكْ |
حاجَةٌ ما عَرَضَتْ عائِرَةٌ، | أخَذَ التّخفيفُ منها، أوْ تَرَكْ |