لبيت فيك الشوق حين دعاني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَبّيتُ فيكِ الشّوْقَ، حينَ دَعَاني، | وَعَصَيتُ نَهْيَ الشَّيبِ، حينَ نَهَاني |
وَزَعَمْتِ أنّي لَستُ أصْدُقُ في الذي | عِندي مِنَ البُرَحَاءِ، والأشجَانِ |
أوَمَا كَفَاكِ بدَمعِ عَينَيَ شاهِداً | بصَبَابَتِي، وَمُخَبّراً عَنْ شَاني |
تَمْضِي اللّيَالي والشّهُورُ، وَحُبُّنَا | بَاقٍ عَلى قِدَمِ الزّمَانِ الفَاني |
قَمَرٌ مِنَ الأقْمَارِ، وَسْطَ دُجُنّةٍ، | يَمْشِي بِهِ غُصْنٍ مِنَ الأغْصَانِ |
رُمتُ التّسَلّي عَنْ هَوَاه فَلَم يَكُنْ | لي بالتّسَلّي، عَن هَوَاهُ، يَدانِ |
وأرَدْتُ هِجْرَانَ الحَبيبِ، فَلم أجد | كَبِداً تُشَيّعُني عَلى الهِجْرَانِ |
أرَبِيعَةَ الفَرسِ اشكُرِي يَدَ مُنعِمٍ | وَهَبَ الإسَاءَةَ للمُسِىءِ الجَانِي |
رَوّعْتُمُ جَارَاتِهِ، فَبَعَثْتُمُ | مِنْهُ حَمِيّةَ آنِفٍ غَيْرَانِ |
لَمْ تَكْرَ عَنْ قَاصِي الرّعِيّةِ عَيْنُهُ، | فَيََنَامَ عَنْ وِتْرِ القَرِيبِ الدّاني |
ضَاقَتْ بِأسْعَدِ أرْضِهَا لَمّا رَمَى | سَاحَاتِهَا بالرَّجْلِ والفُرْسَانِ |
بِفَوَارِسٍ مثْلِ الصُّقُورِ، وَضُمّرٍ | مَجْدُولَةٍ كَكَوَاسِرِ العُقْبَانِ |
لَمّا رَأوْا رَهَجَ الكَتَائِبِ سَاطِعاً، | قالُوا: الأمَانُ، وَلاَتَ حينَ أمَانِ |
يَئِلُونَ من حَرِّ الحَديدِ، وَخَلفَهمْ | شُعَلُ الظَّبَا، وَشَوَاجِرُ الخِرْصانِ |
يَوْمٌ مِنَ الأيّامِ طَالَ عَلَيْهِمُ، | فَكأنّهُ زَمَنٌ مِنَ الأزْمَانِ |
أُيّدْتَ بالنّصْرِ الوَشيكِ، وَأُتْبِعُوا | في سَاعَةِ الهَيْجَاءِ بالخِذْلاَنِ |
رَامُوا النّجَاةَ، وَكيفَ تَنجو عُصْبَةٌ | مَطْلُوبَةٌ بِالله والسّلطَانِ |
جاءَتكَ أسرَى، في الحَديدِ، أذِلّةً، | مَشْدُودَةَ الأيْدي إلى الأذْقَانِ |
فافْكُكْ جَوَامِعَهُمْ بِمَنّكَ، إنّهَا | سُمِرَتْ على أيْدي نَدًى وَطِعَانِ |
لكَ في بَني غَنْمِ بنِ تَغلِبَ نِعمَةٌ، | فَهَلُمّ أُخْرَى في بَنِي شَيْبَانِ |
أعمَامَ نَتْلَةَ، أُمِّكُمُ وَهْيَ الَّتي | شَرُفَتْ، وإخْوَةَ عَامِرِ الضَّحْيَانِ |
نَمِرِيّةٌ، وَلدَتْ لكُم أُسْدَ الشَّرَى، | والنّمْرُ، بَعدُ، وَوَائِلٌ أخَوَانِ |
مَنْ شَاكِرٌ عَنّي الخَليفَةَ في الذي | أوْلاهُ مِنْ طَوْلٍ، وَمِنْ إحسَانِ |
حَتّى لَقَدْ أفضَلْتُ مِنْ إفْضَالِهِ، | وَرَأيتُ نَهجَ الجُودِ حَيثُ أرَاني |
مَلأتْ يَداهُ يَدي، وَشَرّدَ جُودُهُ | بُخْلي، فأفقَرَني كَمَا أغْنَاني |
وَوَثِقْتُ بالخَلَفِ الجَميلِ مُعَجَّلاً | مِنْهُ، فأعْطَيتُ الذي أعطَاني |