كنت إلى وصل سعدى جد محتاج
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كُنتُ إلى وَصْلِ سُعدى جِدَّ محْتَاجِ، | لَو أنّهُ كَثَبٌ للآمِلِ الرّاجي |
تُدامِجُ الوَعدَ لا نُجحٌ ولا خُلُفٌ، | مَجْدُولَةٌ بَينَ إرْهَافٍ، وإدْمَاجِ |
شمسٌ أضَاءَتْ أمامَ الشّمسِ إذ بَرَزَتْ | تَسيرُ في طَعَنٍ منهُمْ، وأحْدَاجِ |
مِنْ لابِساتٍ حصَى الياقُوتِ أوْشِحَةً، | وَلَمْ يَذِلْنَ بلُبْسِ الذَّبْلِ والعَاجِ |
أسقَى دِيَارَكِ، والسّقْيَا تَقِلُّ لَهَا، | إغْزَارُ كُلّ مُلِثّ الوَدْقِ ثَجّاجِ |
يُلقي على الأرْضِ من حَليٍ، ومن حُللٍ، | ما يُمتعُ العَينَ مِنْ حُسنٍ وإبْهَاجِ |
فَصَاغَ ما صَاغَ مِنْ تِبْرٍ، وَمن وَرَقٍ | وَحَاكَ ما حَاكَ من وَشيءٍ وَديبَاجِ |
إلى عَليِّ بَني الفَيّاضِ بَلّغَني | سُرَايَ من حيثُ لا يُسرَى، وإدْلاجي |
إلى فَتًى، يُتبِعُ النُّعْمَى نَظائِرَهَا، | كالبَحْرِ يُتبِعُ أمْوَاجاً بأمْوَاجِ |
نَعُودُ مِنْ رأيِهِ، في كُلِّ مُشْكِلَةٍ، | إلى سِرَاجٍ، يُرِينَا الغَيْبَ، وَهّاجِ |
لمْ أرَ يَوْماً كَيَوْمٍ قِيضَ فيهِ لإسْـ | حَاقَ بنِ أيّوبَ إسحاقُ بنُ كِنداجِ |
أجلَى لِهَامٍ عَلَيْهَا بَيْضُها، وَطُلًى | منهُ، وأفرَى لأوْرادٍ وأوْداجِ |
لمّا تَضَايَقَ بالزّحْفَينِ قُطْرُهُمَا، | فضَارِبٌ بِغِرَارِ السّيفِ، أوْ وَاجِِ |
قالَتْ لهُ النّفسُ، لا تألوهُ ما نصَحت، | والخَيلُ تَخلِطُ مِنْ نَقْعٍ، بإرِهَاجِ |
إنّ المُقيمَ قَتيلٌ لا رُجُوعَ له | إلى الحَيَاةِ، وإنّ الهَارِبَ النّاجِي |
فَمَرّ يَهْوِي هُوِيَّ الرّيحِ يُسعِدُهُ | خرق بَسيطٌ، وَلَيْلٌ مُظلِمٌ داجِ |
إلاّ تَنَلْهُ العوَالي، وَهْوَ مُنجَذِبٌ، | فقَدْ كَوَتْ صَلَوَيْهِ كَيَّ إنْضَاجِ |
إنّ الخِلاَفَةَ لا تُلْقَى كَتَائِبُهَا، | كَمَا لُقِيتَ، بعَوّادٍ وَصَنّاجِ |
تَرَكْتَ عُود كَنِيزٍ في العَجَاجِ فَلَمْ | تَرْبَعْ عَلى رَمَلٍ فيهِ، وأهْزَاجِ |
تَصِيحُ أوْتَارُهُ، والخَيْلُ تَخْبِطُهُ، | يَطَأنَ حِضْنَيْهِ، فَوْجاً بَعدَ أفوَاجِ |
فإنْ رَجَعْتَ ألى حَرْبٍ، فأبْقِ عَلى | خَلْيَاقَ يَنشَو وَبَمٍّ فيهِ لَجْلاجِ |
إذا تَخَطّفَهُ المِضْرَابُ حَرّكَ في | سرّ القُلُوبِ سُرُوراً، جِدَّ مُهْتَاجِ |
كانَتْ نَصِيِيونُ خِيساً ما يُرَامُ، فَقَدْ | ذَلّتْ لِلَيْثٍ، على الأعْدَاءِ، وَلاّجِ |
أبْقَى، وَلَوْلا التّلافي مِنْ بَقِيّتِهِ، | قاظَتْ لهمْ نِسوَةٌ من غيرِ أزْوَاجِ |
وَوَقْعَةُ اللَّحْفِ، والهَيْجَاءُ ساعرَةٌ | لَهيبَ حر، على الأبْطَالِ، أجّاجِ |
أزَالَ خَمْسينَ ألْفاً، فانْثَنَوْا عُصَباً، | والطّعْنُ يُزْعِجُ مِنهُمْ أيَّ إزْعَاجِ |
إقْدامُ أبْيَضَ تُسْتَعْلي مَنَاسِبُهُ | بهِ إلى مَلِكِ البَيْضَاءِ، ذي التّاجِ |
تُجلَى الشّكوكُ إذا اسوَدّتْ غَيَابَتُهَا | عَن كوْكبٍ، لسَوَادِ الشّكّ، فَرّاجِ |
إنْ أنا شَبّهْتُهُ بالغَيْثِ في مِدَحي، | غَضَضْتُ منهُ فكُنتُ المادحَ الهاجي |