عناني من صدودك ما عناني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَنَاني مِنْ صُدُودِكِ ما عَنَاني، | وَعَاوَدَني هَوَاكِ، كَمَا بَدَاني |
وَذَكّرَني التّبَاعُدُ ظِلَّ عَيْشٍ | لَهَوْنَا فيهِ، أيّامَ التّداني |
أُلاَمُ على هَوَى الحَسنَاءِ ظُلماً، | وَقَلبي، في يَدِ الحَسناءِ، عانِ |
إذا انصرَفتْ أضَاءَتْ شمسَ دَجنٍ، | وَمَالَ من التّعَطّفِ غُصْنُ بَانِ |
وَيَوْمَ تأوّهَتْ للبَينِ وَجْداً، | وَكُفّتْ عَبْرَتَيْنِ تَبَارَيانِ |
جَرَى في نَحْرِها، مِنْ مُقلَتَيها، | جُمَانٌ يَستَهِلُّ عَلى جُمَانِ |
وَكَانَ الحَجُّ للقَلْبِ المُعَنّى | ضَماناً، زِيدَ فيهِ إلى ضَمَانِ |
وَمَا ذِكْرُ الأحبّةِ، مِنْ ثَبيرٍ | وَبَلْدَحَ، غَيرُ تَضْليلِ الأمَاني |
نَظَرْتُ إلى طِدانَ، فقُلتُ: لَيلى | هُنَاكَ، وأينَ لَيلى مِنْ طِدانِ |
وَدونَ لِقَائِهَا إيجافُ شَهْرٍ، | وَسَبْعٍ للمَطَايَا، أو ثَمَانِ |
تَجَاوَزْنَ السّتَارَ إلى شَرَوْرَى، | وأَظْلَمَ، واعْتَسَفْنَ قُرَى الهِدانِ |
وَلَمّا غَرّبَتْ أعْرَافُ سَلْمَى | لَهُنّ، وَشَرّقَتْ قُنَنُ القِنَانِ |
وَخَلّفْنَا أَيَاسِرَ وارِداتٍ | جُنُوحاً، والأيامِنَ مِنْ إبَانِ |
وَخُفّضَ عَنْ تَنَاوُلِها سُهَيْلٌ، | فَقَصّرَ واسْتَهَلَّ الفَرْقَدانِ |
تَصَوّبَتِ البِلادُ بِنَا إلَيْكُمْ، | وَغَنّى، بالإيَابِ، الحَادِيَانِ |
أمُبهِجَتي العِرَاقُ، وَلَيْسَ فيها | عَقِيدايَ اللّذانِ تَكَنّفاني |
وَمُؤنِسَتِي، وَكَيْفَ شُهُودُ أُنْسِي | بها، وابْنَا المُدَبِّرِ غَائِبَانِ |
حُسَامَا نُصرَةٍ، وَيَدا سَمَاحٍ، | وَبَحْرَا نَائِلٍ يَتَدَفّقَانِ |
إذا ابْتَدَرَا مَدَى مَجْد بَعِيدٍ، | تَمَطّرَ دُونَهُ فَرَسَا رِهَانِ |
هُمَا كَنْزِي لأحْداثِ اللّيالي، | إذا خِيفَتْ، وذُخْرِي للزّمَانِ |
ألا أبْلِغْ أبَا إسْحَاقَ تُبْلِغْ | فتى االإِحْسَانِ، والشّيَمِ الحِسَانِ |
وَمَنْ شَادَ المَعَالي غَيرَ آلٍ، | وأوْجَفَ في المَكَارِمِ غَيرَ وَانِ |
ظلَمتُكَ إن جَعَلتُ سوَاكَ قَصْدي، | أوِ استَكفَيتُ غَيرَكَ عُظْمَ شاني |
وَفيكَ تَبَاعَدَتْ غاياتُ مَدحي، | وَمُدّ إلى ِنهايَتِهِ عِنَاني |
وَلمْ يَسبُقْ فَعَالَكَ فَرْطُ قَوْلي، | وَخَبْطي في مَديحِكَ، وافتِناني |
حَلَفْتُ برَبّ زَمْزَمَ والمُصَلّى، | وَرَبِّ الحِجرِ، والحَجَر اليَماني |
وَبالسّبْعِ الطِّوَالِ، وَمَنْ تَوَلّى | تِلاَوَتَهُنّ، والسّبعِ المَثَاني |
لَقَدْ وَفّرْتَ مِنْ جَدْوَاكَ حَظّي، | كَمَا وَفّرْتُ حَظّكَ مِنْ لِسَانِي |
وَكَيْفَ أمُنُّ شُكراً كانَ منّي | بعُقْبِ تَطَوّلٍ لكَ، وامتِنَانِ |
أبُو العَطّافِ عندَكَ حَيثُ يُرْضَى | لَهُ شَرَفُ المَحَلّةِ، والمَكَانِ |
يُشَفَّعُ في لُبَانَاتِ الأَقَاصِي، | وَتُحْفَظُ فيهِ أسْبَابُ الأداني |