برق أضاء العقيق من ضرمه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بَرْقٌ أضَاءَ العَقيقُ منْ ضَرَمهْ، | يُكَشِّفُ اللّيلَ عن دُجَى ظُلَمهْ |
ذَكّرَني بالوَميضِ، حينَ سرَى، | من ناقضِ العَهْدِ، ضَوْءُ مُبتَسَمهْ |
ثَغْرَ حَبيبٍ، إذا تألّقَ في | لَمَاهُ عَادَ المُحبُّ في لَمَمهْ |
مُهَفْهَفٌ، يَعطِفُ الوِشاحَ على | ضَعيفِ مَجرَى الوِشاحِ مُهْتَضِمِهْ |
يَجْذُبُهُ الثّقْلُ، حينَ يَنهَضُ من | وَرَائِهِ، والخُفُوفُ من أمَمهْ |
إذا مَشَى أُدْمجَتْ جَوَانبُهُ، | واهتَزّ منْ قَرْنِهِ، إلى قَدَمهْ |
قد حالَ من دونِهِ البعادُ وَتَشريـ | ـقُ صُدورِ المَطيّ، في لَقَمهْ |
أشْتَاقُهُ من قُرَى العَراقِ عَلى | تَبَاعُدِ الدّارِ، وهْوَ في شَأمهْ |
أحْببْ إلَيْنَا بدارِ عَلْوَةَ منْ | بَطْيَاسَ، والمُشرِفَاتِ من أكَمْه |
باسِطُ رَوْضٍ تَجرِي يََنَابعُهُ، | مِنْ مُرْجَحِنّ الغَمامِ، مُنسجِمهْ |
يَفضُلُ في آسِهِ وَنَرْجِسِهِ، | نَعمانَ في طَلحهِ، وفي سَلَمهْ |
أرْضٌ عَذاةٌ، وَمُشرِفٌ أرِجٌ، | وَمَاءُ مُزْنٍ يَفيضُ مِنْ شَبِمهْ |
هَلْ أرِدُ العَذْبَ منْ مَناهلِه، | أوْ أطْرُقُ النّازِلِينَ في خِيَمِهْ |
مَتى تَسَلْ عَنْ بَني ثَوَابَةَ يَخبرْ | كَ السّحابُ المَحبُوكُ عَن دِيمَهْ |
تُبِلُّ منْ مَحلها البلادُ بهمْ، | كمَا يُبِلُّ المَرِيضُ من سَقَمهْ |
أقسَمتُ بالله ذي الجَلالَةِ والعزّ، | وَمثْلِي مَنْ بَرّ في قَسَمهْ |
وَبالمُصَلّى، وَمَنْ يُطِيفُ بهِ، | والحَجَرِ المُبْتَغَى، وَمُسْتَلَمِهْ |
إذا اشرَأبّوا لَهُ، فمُلْتَمِسٌ | بكَفّهِ، أوْ مُقَبِّلٌ بفَمهْ |
إنّ المَعَالِي سَلَكْنَ قَصْدَ أبي العَـ | ـبّاسِ حتّى عُدِدْنَ منْ شيَمهْ |
مُعَظَّمٍ لمْ يَزَلْ تَواضُعُهُ، | لآملِيهِ، يَزِيدُ في عِظَمهْ |
غَيرِ ضَعِيفِ الوَفَاءِ ناقصِهِ، | ولا ظَنِينِ التّدبيرِ مُتّهَمهْ |
ما السّيفُ عَضْباً، يُضِيءُ رَونَقُهْ، | أمْضَى على النّائباتِ منْ قَلَمهْ |
حامي عنْ المَكْرُماتِ، مُجْتَهداً | جُهْدَ المُحامي عن مالهِ، وَدَمهْ |
ما خالَفَ المُلْكُ حالَتَيْهِ، وَلا | غَيّرَ عزُّ السُّلطانِ منْ كَرَمهْ |
تَمّ على عَهْدِهِ القَدِيمِ لَنَا، | والسّيْلُ يَجرِي على مدى أَقَِمهْ |
يَدْنُو إلَيْنا بالأُنْسِ، وَهْوَ أخٌ | للنّجْمِ في بأوِهِ، وَفي بَذَمهْ |
إذا رَأيْنَا ذَوِي عنَايَتِهِ | لَدَيْهِ خِلْنَاهُمُ ذَوِي رَحِمهْ |
وإنْ نَزَلْنَا حَرِيمَهُ، فَلَنَا | هُنَاكَ أمْنُ الحَمَامِ في حَرَمهْ |
كانَ لَهُ الله حَيثُ كانَ، وَلاَ | أخْلاهُ منْ طَوْلِهِ وَمنْ نِعَمهْ |
حَاجَتُنا أنْ تَدُومَ مُدّتُهُ، | وَسُؤلُنَا أنْ نُعَاذَ منْ عَدَمه |
لَهُ أيَادٍ عندِي، وَلي أمَلٌ، | ما زَالَ في عَهْدِهِ وفي ذِمَمه |