تغير أو حال عن عهده
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَغَيَّرَ، أوْ حَالَ عَنْ عَهْدِهِ، | وَأضْمَرَ عُذْراً، وَلمْ يُبْدِهِ |
مَليءٌ بأنْ يَسْتَرِقّ القُلُوبَ، | عَلى هَزْلِهِ وَعَلى جِدّهِ |
وَأنْ يُوجَدَ السّحْرُ في طَرْفِهِ، | وَأنْ يُجْتَنى الوَرْدُ مِنْ خَدّهِ |
يَشُفُّ القُلوبَ وَإنْ أكذَبَ الـ | ـظّنُونَ، وَأخْلَفَ في وَعْدِهِ |
بِمَا أشْبَهَ البَدْرَ مِنْ حُسْنِهِ، | وَما شَاكَلَ الغُصْنَ مِنْ قَدّهِ |
سَقَى أرْضَهُ هَطْلانُ السّحَا | بِ، إذا التَهَبَ البرْقُ عن رَعدِهِ |
لَعَمرِي، لقد كانَ هِجرَانُهُ، | على الصّبّ، أيْسَرَ مِنْ بعْدِهِ |
وقد كنتُ أظْمَا إلى وصَلّهِ، | فقد صرت أظما إلى صده |
فهل تعتق العين من دمعها | وهل يقصر القلب عن وجده |
رَأيْنا خِلالَ إمَامِ الورَى | شَبَابِهَ مَا شدنَ مِنْ مَجْدِهِ |
تَعَزّرَ بالله مُسْتَقْرِباً، | مَدَى الحقّ يَسرِي إلى قَصْدِهِ |
رَأى الله كَيفَ نَدَى كَفّهِ، | فأسْنَى لَهُ القَسْمَ مِنْ عِنْدِهِ |
سُكُونُ الرّعِيّةِ في ظِلّهِ، | وَعَيْشُ البَرِيّةِ في رِفْدِهِ |
وَألْسِنَةُ النّاسِ مَجمُوعَةٌ | على شُكْرِهِ، وَعلى حَمْدِهِ |
هُوَ الغَيثُ يَنْهَلُّ في صَوْبِهِ، | سِجالاً، وَيَعذُبُ في وِرْدِهِ |
لَقَدْ عَلِقَتْ مِنْهُ آمَالُنَا | بحَبْلٍ غَرِيبِ النّدى، فَرْدِهِ |
فَدامَ لَهُ المُلْكُ في خَفْضِهِ، | وتَمّ لَهُ العَيشُ في رَغْدِهِ |
مُنَانَا وَحَاجَتُنا أنْ يَعِزّ، | وَأنْ يَمْنَعَ الله مِنْ فَقْدِهِ |
تُعَالِجُ بالفَصْدِ مُسْتَأنِفاً | لعَافِيَةِ الله فَصْدِهِ |
عِلاجٌ يُخَبّرُ، في وَقْتِهِ، | بعُقْبَى السّلامَةِ مِنْ بَعْدِهِ |