لو أسعدت سعدى بتنويلها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لو أَسْعدَتْ سُعْدَى بتَنْويلهَا | أو يسَّرَتْ عاجِلَ مَبْذُولِهَا |
لأَبْرَأَتْ أَحْشَاءَ ذِي لَوْعَةٍ | مُتَيَّمِ الأَحشاءِ مَتْبُولها |
إِنَّ الغَوَاني يَوْمَ سِقْطِ اللِّوى | أَدَّتْ إِلْيَنا الإِفْكَ مِنْ قِيلِهَا |
كَمْ لَيْلةٍ مُسْتَبْطَأ صُبْحُها | يَصْدُدْنَ أَو يَزْدَدْنَ فِي طُولِهَا |
أَوانِسٌ عَطْشَانَةٌ وُشْحُهَا، | رَيَّانةُ خُرْسٌ خَلاَخِيلُها |
عوَارضٌ يُجْلَى ظَلاَمُ الدُّجَى | إِذا اجْتَلَيْنَا ضَوْءَ مَصْقُولِها |
وَمِنْ خُدُودٍ مُشْبَعٍ صِبْغُها | فِي لَثْمِها الفَوْزُ وتَقْبِيِلهَا |
ما عُذْرُ عَيْنَيْكَ وقد زاغَتَا | عن مُرهَفِ القامةِ مَجْدُولِهَا |
أَمَّا الخَيَالاتُ فَلَمْ تَنْفَكِكْ | تَسْرِي إِلَيْنَا بأَباطيلِها |
وَلَمْ نَعُدْ مِنْهَا إِلى طَائِلٍ | غَيْرِ الأَماتيِّ وتَضْلِيلهَا |
لاَ تَعْبَ بالدُّنيا فَكَائِنْ أَرَتْ | فَاضِلَها تَابِعَ مَفْضُولهَا |
وَقَلَّمَا عارِفةُ لَمْ يَكُنْ | مَقُولُها بَادِيَ مَفْعُولِهَا |
وَكْدُ بَنِي الفَيَّاض في حَشْدِهِمْ | عَلَى معَالِيهمْ وتأْثِيلهَا |
قَدْ سَيَّرُوا أَفْعَالَهُمْ بَيْنها | ونَقَّلُوها كُلَّ تَنْقِيلِهَا |
يَطْوُونَ مِنْ أَبْعَادِها طَيَّهُمْ | مِنْ فَرْسَخِ الأَرْضِ ومِنْ مِيلِهَا |
إِذا بَدَوْا في حَرجَاتِ القَنَا | حَسِبْتَ أُسْدَ الْغَابِ في غِيلِهَا |
مَا زالَ رَهْطُ مِنْهُمُ يَعْتَلِي | بِمُغْمَدِ الْبيضِ و مَسْلُولِهَا |
صَوَارِمُ عَنْ حَدِّ مَأْثُورِهَا | خَلَّتْ إِيَادٌ دَبْرَ عَاقُولِهَا |
شُكْري عَلِيًّا دُونَ قَوْمٍ عَلَى | غَراَئبِ النُّعْمَى وتَخْوِيلِهَا |
ونَرتَجِي مِنْ سَيْبِ آلاَئِهِ | مَا تَرْتَجيهِ مِصْرُ مِنْ نِيلِهَا |
وَلَسْتُ أَعْتَدُّ عَتَاداً سِوَى | يَدِ ابْنِ فَيَّاضٍ وتأْمِيلِهَا |
إِنْ قَلَّلَ المَعْروفَ تأْخِيرُهُ | كَثَّرَ جَدْوَاهُ بِتَعْجيلِهَا |