أما كان في تلك الدموع السوائل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَمَا كَانَ في تَلْكَ الدُّموعِ السَّوائلِ | بَيانٌ لِنَاهٍ أَو جَوَابٌ لِسائل ؟ |
سَوَابِقُ دَمْعٍ مِنْ جُفُونٍ سَوَائلٍ | إِذا سُكِبَتْ سَحًّا ذَرَتْ بالأَنامِلِ |
دَلاَئلُ مَكْنُونٍ مِنَ الوَجْدِ لاعِجٍ | وسَحُّ دُموعِ العَيْنِ أَقْوَى الدَّلائلِ |
نَعمْ ، قَدْ أَفَاقَ اللاَّئِمونَ وأَسْلَمُوا | نُهَاهُ لآجَالِ الظِّبَاء الخَوَاذِل |
سَمَاءٌ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَةِ تَغْتَدِي | بِسُقْيَا الخَلِيطِ المُسْتَقِلِّ المُزَايِلِ |
فَتَنْهَلُّ فِي جَوّ تَرُبُّ ظِبَاؤُهُ | كِنانةَ كَلْبٍ لا كِنَانة وائِلِ |
أَنائلُ ، جاوَرْتَ الأَحصَّ وَأَهْلَهُ | وما جُدْتَ لِلصَّبِّ المشُوقِ بِنَائلِ |
لَئِنْ طَالَ لَيْلي في هَواكَ ولَوْعَتي | لما كَانَ حَظِّي في هَواكَ بِطائلِ |
عَدِمْتُ النِّساءَ بَعْدَ شَمْسَةَ إِنَّها | أَرَتْنَا كُسُوفاً في شُمُوسِ الأَصَائِلِ |
لَبِسْنَا بِمَا أُلْبِسَتْ مِنْ حُلِيّهَا | حُلِيًّا مِن المَخْزَاةِ صُحْلَ الجلاَجِلِ |
تَضَاءَلُ مِنْ لُوْمِ الضَّجِيع إِذا الْتَوَى | عَلَى كَشْحِهَا عَيْرٌ عَظِيمُ الأَباجِلِ |
إِذا حاشِهَا الفَحْلُ اللَّئِيمُ تَلَكَّأَتْ | لَيْهِ ، ونَادَتْ : يَا لَشَمْسِ بْنِ زَامِلِ |
وَمِنْ خَلْفِ بَابِ الجِسْرِ خَمْسُ حَفَائِرٍ | ظِمَاءِ التَّرَابِ عَابِسَاتِ الجنَادِلِ |
لَوِ استَحْدثَتْ عِلْماً بِذَاكَ تَبَجَّسَتْ | ينَابِيعُ مِنْ فيْضِ الدُّمُوعِ الهَوامِلِ |
فَيَا ذِلَّةَ الخَصْرِ اللَّطِيفِ ، وقَدْ خَلاَ | بِهِ وَهَلُ الأَقْرَابِ نَهْدُ المَراكِلِ |
وَيا ضَيْعَةَ الَُّغرِ الرَّقيقِ إِذا سرَى | لِتَقْبيلِهِ رَشْفاً بِتِلْكَ الجَحَافِلِ |
ويَا سَوْءَتَا مِنْ وَجْهِ بَغْلٍ مُذَرَّعٍ | يُجِدُّ سَوَاداً في وُجُوهِ القَبَائلِ |
يَغِيضُ غَداً في خَالِهِ دُونَ عَمِّهِ | عَشِيَّةَ فَخْرٍ أَو غَدَاةَ تَفَاضُلِ |
عَلَى وَدِّهِ لَوْ أُمُّهُ حِينَ يَنْتمِي | أَبُوهُ ، وجُزَّتْ مِنهُ عَشْرُ الأَناملِ |
يَظَلُّ هَجِيناً مِنْ أَبِيهِ إِذا دَعَا | لأنْبَاطِ تَرْعُودٍ وأَعْرَابِ حَايِلِ |
لَهُ سَلَفٌ منْ آلِ شُوخَى إِذَا انْتَموْا | فَلاَ لِلذُّرى يَوْماً ولاَ لِلْكَوَاهِل |
إِذَا رَجَّعَ القِسِّيسُ قُلُوبُهُمْ | حَنِيناً إِلى دَيْرٍ بِحَرَّانَ آهِلِ |
مَعاشِرُ لَمْ تُضْرَبْ بسَلْمى قِبَابُهُمْ | ولا ارْتَبَعُوا في يَذْبُلٍ ومُوَاسِلِ |
رأَوْا رفْعَةَ الآباءِ أَعْيَ مَرَامُها | فَكَرُّوا مُرِيغِي رِفْعَةٍ بالحلاَئَلِ |
إِذا مَا أَعالِي الأَمْرِ لَمْ تُعْطِكَ المُنى | فَلا بأْسَ في اسْتِنجاحِها بالأَسافِلِ |
مَنَاكِحُ فِي حَيٍّ فَخَيٍّ ، تَرَاهمُ | يَسِيرونَهَا باللُّؤْمِ سيْرَ المَرَاحِلِ |
بُيُوتَاتُ مَجْدٍ أَخْرَبُوها بِلُؤْمِهِمْ | فَعَادَتْ قَوَاءٌ كالرُّسُوم المَوائِلِ |
وَقَدْ تَدْرُسُ الأَحْسابُ إِنْ هِيَ ضُيِّعَتْ | منَاكِحُ أَهْلِيهَا دُرُوسَ المَنَازِلِ |
بنِي أُدَدٍ ،ذُلاًّ ،فَهَاتَا عَظِيمَةٌ | أَذَلَّتْكُمُ بِالعَارِ دُونَ القَبائلِ |
وَفِيكُمْ أُبَةُ الضَّيْمِ مِن كُلِّ أَغْلَبٍ | أَشَمَّ طَوِيلِ اللَّيلِ دُونَ الطَّوائلِ |
فَلَمْ تَدَّعُوا قِرْياضَ فِيها إِذا دَعَتْ | عَلَى غَضَبٍ مِنها تَنُوخ بِواصِلِ |
أَيَسْخَطُهَا الأَذْوَاءُ مِنْ سَرْوِ حِمْيَرٍ | وَيرْضَى بِهَا أَوْلاَدُ سَعْدٍ ونابِلِ |
فَلا كُسِيَتْ تِلْكَ السُّيُوف لِزِينَةٍ | بَيَاضَ اللُّجَيْنِ واحْمِرَارَ الحَمَائلِ |
وما كُنتُ أَخْشَى أَنْ أَرَى لِرِمَاحِكُم | عَوَامِلَ في الهَيْجَاءِ غَيْرَ عوَامِلِ |