أأراك الحبيب خاطر وهم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أأرَاكَ الحَبيبُ خاطِرَ وَهْمِ، | أمْ أزَارَتْكَهُ أضَالِيلُ حُلْمِ |
تلكَ نُعمٌ، لَوْ أنعَمَتْ بِوِصَالٍ | لَشَكَرْنَا، في الوَصْلِ، إنْعَامَ نُعمِ |
نَسيَتْ مَوْقِفَ الجِمَارِ، وَشَخصا | نا كَشَخصٍ أرْمي الجِمَارَ وَتَرْمِي |
إذْ وَدِدْنَا الحَجيجَ، من أجلِ ما نفْـ | ـتَنُّ فيهِ، أرْسالَ عُمْيٍ وَصُمّ |
حَيثُ جاهي في الغانياتِ، وَنَعتي | و مَكاني، من الشّبيبَةِ، كاسمي |
ظَلَمَتْني تَجَنّباً وَصُدُوداً، | غَيرَ مُرْتَاعَةِ الجَنانِ لظُلْمي |
وَيَسيرٌ عِنْدَ القَتُولِ، إذَا مَا | أثِمَتْ فيّ، أنْ تَبُوءَ بإثْمي |
أجِدُ النّارَ تُسْتَعَارُ مِنَ النّارِ، | وَيَنْشو من سُقمِ عَيْنَيكِ سُقمي |
لَعِبٌ ما أتَيتِ مِنْ ذلكَ الصّدِّ | فنَرْضاهُ أمْ صَرِيمةُ عَزْمِ؟ |
وغَرِيرٍ يَلْقَى صُبَابَةَ مُزْنٍ، | آخِرَ اللّيْلِ، في صُبَابَةِ كَرْمِ |
بِتُّ عَن رَاحَتَيْهِ شارِبَ خَمْرٍ، | وَكَأنّي للسُّقْمِ شارِبُ سُمّ |
وَبِحَقٍّ إنّ السّيُوفَ لَتَنْبُو | تَارَةً، والعُيُونُ باللّحظِ تُدمي |
حَارَبَتْني الأيّامُ حتّى لَقَدْ أصْـ | ـبَحَ حَرْبي مَنْ كنتُ أعتَدُّ سلمي |
غَيرَ أنّي أُدَافِعُ الدّهْرَ عَنّي | باحْتِقَارِي لصَرْفِهِ المُسْتَذَمّ |
وَحَديثي نَفْسي بأنْ سَوْفَ أُكْفَى | حَيفَ قاضِيَّ واستِطَالَةَ خَصْمي |
إنْ أخَسّتْ تِلكَ الحَقائقُ حظّي | أجْْزَلَتْ هَذِهِ الأمانيُّ قِسْمي |
وإذا ما أبَى الحَبيبُ مُؤاتَا | تي تَبَلّغْتُ بالخَيَالِ المُلِمّ |
مِنْ عَطَاءِ الإلَهِ بَلّغْتُ نَفْسي | صَوْنَهَا، ثمّ مِنْ عَطَاءِ ابنِ عَمّي |
كُلّمَا قُلتُ أيبَسَ المَحلُ أرْضِي، | وَلِيَتْني غَمَامَةٌ مِنْهُ تَهْمي |
فَلَهُ في مَدائحي حُكْمُهُ الأوْ | فَى، وَلي مِنْ نَوَالِهِ الغَمرِ حُكْمي |
كُلُّ مَشْهُورَةٍ يُؤلَّفُ فيها | بَينَ دُرّيّةِ الكَوَاكِبِ نَظْمي |
أيْنَمَا قَامَ مُنْشِدٌ لاحَ نَجمٌ | مُتَلالٍ مِنْهَا، على إثْرِ نَجْمِ |
وَجَهُولٍ رَمَى لَدَيْهِ مَكَاني، | قُلتُ: أقصِرْ ما كُلُّ رَامٍ بمُصْمِ |
وإذا مَا العِرّيضُ وَالى أذاتي، | كانَ خُرْطُومُهُ خَليقاً بِوَسْمي |
في بني الحَارِثِ بنِ كَعبِ بنِ عَمْرٍو | سَيّدُ النّاسِ بَينَ عُرْبٍ وَعُجْمِ |
بأبي أنْتَ عَاتِباً، وَقَليلٌ | لكَ منّي أبي فِداءً، وأُمّي |
لُمْتَنِي أنْ رَمَيتُ في غَيرِ مَرْمًى، | وَعَزِيزٌ عَلَيّ تَضْيِيعُ سَهْمي |
إنْ أكُنْ حُبْتُ في سُؤالِ بَخيلٍ، | فَبِكُرْهي ذاكَ السّؤالَ وَرُغمي |
والذي حَطّني إلى أنْ بَلَغتُ الـ | مَاءَ ما كانَ مِنْ تَرَفّعِ هَمّي |
وَإِبَائي عَلَى مُمَلَّكِ أَرْضِي | مَا تَوَلاَّهُ مِنْ عَطائي وشَكْمي |
ثمّ حالَتْ حالٌ تُكَلّفُني قِسْـ | ـمَةَ حَمدي بَينَ الرّجَالِ وَذَمّي |
فأرَى أينَ مَوْضِعُ الجُودِ في القومِ | مكاني وَمَيزَ الناسُ عُدْمي |
فعلامَ التثريبُ واللومُ إذْ عِلْـ | ـمُكَ فيما أقُولُهُ مِثلُ عِلْمي |
وَكَأنّ الإعْرَاضَ عَنّي قَضَاءٌ | فاصِلٌ عَنْ ألِيّةٍ مِنْكَ حَتْمِ |
حينَ لا مَلْجَأٌ سِوَاكَ أُرَجّيـ | ـهِ تَجَهّمْتَني، وَلَسْتَ بجَهْمِ |
وإِذا مَا سَخِطْتَ والمُخُّ رَارٌرَقَّ | عَنْ أَنْ يُطِيقَ سُخْطَكَ عظْمِي |
لا تُجَاوِزْ مِقْدَارَ سَطوِكَ إنْ لَمْ | تَتَطَوّلْ بالصّفْحِ مقدارَ جُرْمي |
واحترِسْ من ضَياعِ حِلمِكَ في الجَفـ | ـوَةِ والانْقِبَاضِ إنْ ضاعَ حِلمي |