كلما شاءت الرسوم المحيله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كُلّما شاءَتِ الرُّسُومُ المُحيلَهْ، | هَيّجَتْ مِن مَشوقِ صَدْرٍ غَليلَهْ |
وَد َخيلاٍ مِنَ الصّبَابَةِ مَا يَتْـ | ـرُكُ مَاءَ الدَّمُوعِ، حتّى يُسيلَهْ |
قد سألنا سُعدى، على أنّ سُعدَى | بالذي يَسألُ المُحِبُّ بَخِيلَهْ |
حلأَتْنا عَنْ زَوْرَةٍ في مَنَامٍ | مُبْتَغَاهَا ،وحَاجَةٍ مَمْطَولَهْ |
شَدّ مَا تُخلِفُ الظّنُونُ وَما يَكْـ | ـذِبُ وِدُّ الخَليلِ مِنّا خَليلَهْ |
إنْ تُجَرِّبْ بني الزّمانِ تَجِدْهُمْ | إخْوَةً فيهِ كالشِّفَارِ الكَليلَهْ |
وَالفَتى كَادِحٌ لفَعْلَةِ دَهْرٍ، | يَرْتَضِيها، أوْ عيشَةٍ مَمْلُولَهْ |
خَائِفٌ، آمِلٌ لصَرْفِ اللّيَالي، | وَاللّيَالي مَخُوفَةٌ مَأمُولَهْ |
رَاحَ أهْلُ الآدابِ فيها قَليلاً، | وَحُظُوظُ الأقْسَامِ فيها قَليلَهْ |
فَعَلَيْكَ الرّضَا بِمَا رَضِيَتْهُ | لكَ هَذي المطَالِبُ المرْذُولََهْ |
لَنْ تُلاَقي المَزْوِيَّ عَنْكَ بتَدْبيـ | ـرٍ، وَلَنْ تَصْعَدَ السّمَاءَ بحيلَهْ |
وَإذا ما اعتَبرْتَ ظاهرَ أَمْري، | كانَ خَطباً مِنَ الخُطوبِ الجَليلَهْ |
أطْلُبُ المَالَ في البِلادِ، وَمالي | في حُرُورِيّةِ ابنِ طُولونَ دَوْلَهْ |
ناقِهُ للسَّمَاعِ ،والغَبْنُ مِنْهُ | حَشَفُ رَادِفٌ لَهُ سُوءُ كِيلَهْ |
خُلُقٌ، أبْقَتِ المَذَمّاتُ مِنْهُ | خُبْثَ بَاقي الفَرِيسَةِ المَأكُولَهْ |
كاثَرَتْ أُمُّهُ النّجُومَ، ولَمْ تَرْ | ضَ بضعفٍ منها عِداداً بُعُولَهْ |
أتَأنّاهُ كَيْ يُنيبَ وَيَأبَى الـ | ـفَسْلُ إلاّ خَسَاسَةً وَضُؤولَهْ |
كَمْ تكَرّهتُ غِبَّ أمرٍ، فكانَتْ | عَادُة الدَّهْرِ فيهِ عِندِي جَميلَهْ |
لَيسَ إلاّ فَضْلُ العَزِيمَةِ تُمْضِيـ | ـهَا، وَإلاّ المَطيّةُ المَرْحُولَهْ |
مَا أرَى الرّكبَ دونَ أَبرٍوَجُرْدٍ، | نَازِلي حِلّةِ العَطَايَا الجَزِيلَهْ |
بَاعَدَتْنَا مَنِ الغِنى، بَعدَ قرْبٍ، | مِنّةٌ مِنْ أبي عَليٍّ عَليلَهْ |
لمْ يكنْ دونَ ناجزِ النُّجحِ، إلاّ | جَاهُهُ يَلتَقي، وَجُودُُ حُمُولَهْ |
لَوْ تَرَى المَرْءَ منهُما لا تَرَاهُ | فَائِتاً أهْلَ دَهْرِهِ بفَضِيلَهْ |
مِنْ لسَانٍ إلى البَيَانِ طَويلٍ، | وَيَمينٍ إلى العُفَاةِِ طَوِيلَهْ |
نِعْمَ عَوْنيْ أُكْرُومَتَينِ، فَهَذا | عُمدَةٌ للنّدَى، وَذاكَ وَسيلَهْ |
لَنْ يَبِيتَا إلاّ رَغيمَيْ ضَمَانٍ | للََذي، يَضْمنُ السّماءَ المَخيلَهْ |
إِنَّ حَقِّي رَغْبُ النَّوالِ ، وحَقُّ النَّاسِ | أَنْ أَسْلُكَ القَرِيضَ سَبِيلَهْ |
لَيتَ شِعرِي أفََاتَ نَصراً حِمامٌ، | أمْ تَأتّت لَهُ المتَالِف غِيلَهْ |
يَنْقَضِي ذِكْرُهُ فَلا خيْرَ عَنْـ | ـهُ، وَلا أوْبَةٌ تُدَنّي قُفُولَهْ |
وَعَلَيكُمْ كَفَالَةٌ أنْ تُثيبُوا | مُرْسِلَ المَدحِ، أوْ ترُدّوا رَسُولَهْ |