ظننتُ سليماناً جَواداً يهزُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ظننتُ سليماناً جَواداً يهزُهُ | مديحي وتستجدى بسحري مواهبهْ |
رأيتُ لهُ زيَّ الكرامِ فغرَّني | كما غرَّ آلُ موَّهتهُ سباسبهْ |
دخلتُ عليهِ وهو في صحنِ دارهِ | على سدَّة ٍ نصَّتْ عليها مراتبهْ |
فلما رى ني قيلَ من قالَ شاعرٌ | أَتى مادحاً فازورَّ للسخطِ جانبُهْ |
وأقبلَ يستكفي وسبَّ عبيدهُ | وفاضتْ مآقيهِ وعزَّاهُ كاتبُهْ |
فأنشدتُهُ شعراً تخيَّرتُ بحرَهُ | فرقَّتْ معانيهِ وراقتْ مذاهبهْ |
بديعاً كروضٍ حالفتْهُ يدُ الحَيا | فما أقلعتْ حتى استنارتْ كواكبُهْ |
ولازمتُهُ عامَينِ عَاماً مسلَّماً | إلى البابِ أحياناً وعاماً أواظبهْ |
وبالغتُ في الشَّكوى وعرَّضتُ بالهجا | وصرَّحتُ حتى أعجزتني مثالبهْ |
فما كانَ إلاّ صخرة ً لا تلينها الـ | ـرُّقاة ُ وطَوداً لاتَميلُ جوانبُهْ |
وأَلححتُ حتى صرَّحَ الشعرُ قائلاً | أرحني فما ترجو بميّتٍ تخاطبهْ |
ولا تغترر من بعدها بحماقة ٍ | وإِنْ عظُمتْ قد يظلمُ التيسَ حالبُهْ |
إذا المرءُ لم يشرفْ بنفسٍ كريمة ٍ | وأصلٍ فما تَعلو بجاهٍ مراتبُهْ |
فما زادَ قدرُ القردِ حينَ استخصَّهُ | يزيدُ ولا حطَّ الحسينَ مصايبهْ |