لو أنَّ غيرَ الدهرِ كان العادي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لو أنَّ غيرَ الدهرِ كان العادي | لتبادرتْ قومي إلى إنجادي |
ولدافعتْ عنكَ المنونَ فوارسٌ | بيضُ الوجوهِ كريمة ُ الأجداد |
قومٌ بنى شاذي وأيوبٌ لهم | فخراً تليداً فوق مجدٍ عادي |
من كلِّ وضّاحٍ إذا شهدَ الوغى | روَّى الأسنة َ من دمِ الأكباد |
كسبوا المكارمَ من متونِ صوارمٍ | وجنوا المعالي من صدورِ صعادِ |
المبصرونَ إِذا السنابكُ أطلعتْ | شمسَ الظهيرة ِ في ثيابِ حدادِ |
لم تَنْبُ في يومِ الهياجِ سيوفُهم | عن مضربٍ ونَبَتْ عن الأغماد |
قسماً لو أنّ الموتَ يقبلُ فدية ً | عزَّتْ لكُنتُ بمُهجتي لك فادي |
قد كنتُ أرجو أن أراكَ مُقاسِمي | في خفضِ عيشٍ أو لقاءِ أعادي |
وأَراكَ في يوميْ وغى ً ومسرَّة ٍ | قلبَ الخميسِ وصدرَ أهلِ النادي |
وأراكَ مِن صدإِ الحديد كأنما | نضختْ عليك روادعٌ بالجادي |
فجرى القضاءُ بضدّ ما أمّلتهُ | فيهِ وأرهفَ حدَّهُ لعنادي |
خانَتْني الأيامُ فيك فقرَّبتْ | يومَ الرَّدى من ليلة ِ الميلاد |
ورَمتْنيَ الأقدارُ منكَ بلوعة ٍ | باتتْ تأجّجُ في صميمِ فؤادي |
لهفي عليكَ لو کنَّ لهفاً نافعٌ | أو ناقعٌ حَرَّ الفؤادِ الصادي |
ياليتَ أنكَ لي بقيتَ وبيننا | ما كنتُ أشكو من جوى ً وبعادِ |
قد أسعدتْني بعدَ فقدك أدمعٌ | ذرفٌ وخامَ الصبرُ عن إسعادي |
وعدمتُ بعدك لذَّة َ الدنيا فقد | أنسيتها حتى نسيتُ رقادي |
أبقيتُ في كبدي حزازة ً | تَبْدُو لأهل الحشر يومَ معادي |
فسقى ضريحكَ كلَّ دانٍ مسبلٍ | متواصلِ الإبراقِ والإرعادِ |
حتى تُرى عرصاتُ قبرِكَ روضة ً | موشيَّة ً كوشائعِ الأبرادِ |
فلقد مضيتَ وما كسبتَ خطيئة ً | وتركتَ دارَ بليِّة ٍ وفسادِ |
وسكنتَ داراً ملكها لك خالدٌ | وتركتَ داراً ملكها لنفادِ |