صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صليلُ المواضي واهتزازُ القنا السُّمرِ | بغيرِهما لا يُجتنى ثمرُ النَّصْر |
وصبرً الفتى في المأزقِ الضنكِ فادحٌ | وركنّهُ أهدى طريقٍ إلى الفرِ |
وتحت ظلامِ النَّقعِ تُشرقُ أوجهُ الـ | ثناءِ وجمعُ المجدَ في فرقة ِ الوقرِ |
وما استعبدَ الأحرار كالعفوِ إنْ جنى | جَهولٌ وفضلُ الصدرِ في سَعة الصدرِ |
ومن لم تنوهْ باسمه الحربُ لم يزلْ | وإنْ كرمتْ آباؤهُ خاملَ الذكرِ |
إِذا غشيَ الحربَ العَوانَ تمخَّضتْ | وقد لقحتْ عن فتكة ٍ في العدى بكرِ |
خلالٌ على ً لولا المعظَّمُ أعجزتْ | طرائقُها الأملاكَ بعد أَبي بكرِ |
هلالٌ وبدرٌ أشرقا فابتهالُنا | إِلى الله إِبقاءُ الهلالِ مع البدرِ |
مليكٌ إذا ما جالَ في متنِ ضامرٍ | ليومِ وغى ً أَبصرتَ بحراً على بحرِ |
عليمٌ بتصريفِ القنا فرماحُه | مواقعُها بين التَّرائبِ والنَّحرِ |
إِذا علَّ في صدر المدجَّج عاملاً | بدا علُّهُ فوقَ السنانِ على الظهرِ |
وما مشبلٌ من أسدَ خفَّانَ باسلٌ | يذودُ الرَّدى عن أم شبلينِ في خدرِ |
هزبرٌ إذا اجتازَ الأسودُ بغيلهِ | فأشجعها خافي الخطى خافتُ الزَّأرِ |
حواليهِ أشلاءُ الوحوشِ نضيدة ٌ | غريضٌ على مستكرهٍ صائكِ الدَّفرِ |
بِوادٍ تَحاماهُ الأُسودُ مهابة ً | ونكَّبَ عن مسراهُ والجة ُ السَّفرِ |
بأعظمَ منه في القلوبِ مهابة ً | وإنْ غضَّ منها بالطَّلاقة ِ والبشرِ |
بكلَّ فتى ً من آلِ أيوبَ لم يزلْ | دِفاعاً لخطبٍ أو سِداداً على ثَغر |
إِذا استلأموا يومَ النِزال حسبتَهم | أسودَ العرينِ الغلبِ في غاية ِ السُّمرِ |
فلا وزرٌ من بأسه لعداتهِ | ولو وقلتْ كالعصمِ في شامخٍ وعرِ |
ولو حاولَ المريخُ في الأفقِ منعها | لخيَّم ما بين النَّعائم والغَفر |
فيا أيّها الملكُ المعظَّمُ دعوة ً | إليكَ لمطويّ الضلوعِ على جمرِ |
غريبٌ إذا ما حلّ مصراً أبى له | وشيكُ النوى إلاّ ارتحالاً إلى مصرِ |
له غُنية ٌ عن غيركم من قناعة ٍ | وأمّا إلى معروفكم فأخو فقرِ |
فحتّامَ لا أنفكُّ في ظهرِ سبسبِ | أهجّرُ أو في بطن دويّة ٍ قفرِ |
أُشقّقُ قلبَ الشرقِ حتى كأنني | أفتشُّ في سودائهِ عن سنا الفجرِ |
ويقبحُ بي أن أرتجي من سواكمُ | نوالاً وأن يعزى إلى غيركم شكري |