سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا | إِذا جهلتْ آياتُنا والقَنا اللُّدْنا |
غداة َ لَقِيَنا دونَ دمياطَ جحفلاً | من الرومِ لا يُحصى يقيناً ولا ظنا |
قد اتفقوا رأياً وعزماً وهمة ً | وديناً وإِن كانوا قد اختلفوا لُسنا |
تداعوا بأنصارِ الصليبِ فأقبلتْ | ولُوغاً ولكنَّا ملكنا فأسجحنا |
عليهمْ من الماذيّ كلُّ مفاضة ٍ | دلاصٍ كقرنِ الشمسِ قد أحكمتْ وضنا |
وأطعمهم فينا غرورٌ فأرقلوا | إلينا سراعاً بالجيادِ وأرقلنا |
فما برحتْ سمرُ الرماحِ تنوشهم | بأطرافها حتى استجاروا بنا مِنَّا |
سقيناهم كأساً نفتْ عنهمُ الكرى | وكيف ينامُ الليلَ من عَدِم الأمنا |
لقد صبروا صبراً جميلاً ودافعوا | طويلاً فما أجدى دفاعٌ ولا أغنى |
فألقَوْا بأيديهم إِلينا فأحسنَّا | |
وما برحَ الإحسانُ منا سجيّة ً | تَوارثَها عن صِيد آبائِنا الأبنا |
منحنا بقاياهم حياة ً جديدة ً | فعاشُوا بأعناقٍ مقلَّدة ٍ مَنَّا |
ولو ملكوا لم يأتلوا في دمائنا | |
وقد جرَّبونا قبلها في وقائعٍ | تعلّمغمر القوم منّا بها الطعنا |
فكم مِن مليكٍ قد شددنا إِساره | وكم من أسيرٍ من شقا الأسر أطلقنا |
أسودُ وغى ً لولا قراعُ سيوفنا | لما ركبوا قيداً ولاسكنوا سجنا |
وكم يوم حرٍّما لقِينا هجيرَه | بسترٍ وقُرٍّ ما طلبنا له كِنَّا |
فإنّ نعيمَ الملك في شظفِ الشّقا | يُنال وحلوَ العزّ من مُرّه يُجنى |
يسيرُ بنا من آلِ أيوبَ ماجدٌ | أبى عزمُه أن يَستقرَّ به مغنى |
كريمُ الثنا عارٍ من العارِ باسلٌ | جميلُ المحيّا كاملُ الحسنِ والحسنى |
لعمركَ ما آياتُ عيسى خفيّة ٌ | هي الشمسُ للأقصى سناءً وللأدنى |
سرى نحو دمياطَ بكل سميذعٍ | نجيبٍ يرى وردَ الوغى الموردَ الأهنا |
فأجلى علوجَ الرومِ عنها وأفرحتْ | قلوبُ رجالٍ حَاَلَفتْ بعدَها الحزنا |
وطهّرها من رجسهم بحسامه | همامٌ يرى كسبَ الثنا المغنم الأسنى |
مآثرُمجدٍ خلَّدتها سيوفُه | لها نبأ يفنى الزمانُ ولا يفنى |
وقد عرفتْ أسيافنا ورقابهم | مواقعَها فيها فإِنْ عاودوا عدنا |