أغدا يشت المجد وهو جميع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أغَداً يَشِتُّ المَجدُ وَهْوَ جَميعُ، | وَتُرَدُّ دارُ الحَمدِ وَهْيَ بَقيعُ |
بمَسيرِ إبْرَاهيمَ يَحْمِلُ جُودُهُ | جُودَ الفُرَاتِ، فَرَائعٌ وَمَروعُ |
مُتَوَجِّهاً تُحْدَى بهِ بَصْرِيّةٌ، | خُشْنُ الأزِمّةِ، ما لَهُنّ نُسُوعُ |
هُوجٌ، إذا اتّصَلتْ بأسبابِ السُّرَى، | قَطَعَ التّنائِفَ سَيرُها المَرْفُوعُ |
لا شَهْرَ أعْدَى مِنْ رَبيعٍ، إنّهُ | سَيَبينُ عَنّا بالرّبيعِ رَبيعُ |
سأُقيمُ بَعدَكَ، عندَ غيرِكَ، عالِماً | عِلْمَ الحَقيقَةِ أنّني سأضِيعُ |
وَصَنَائِعٌ لَكَ سَوْفَ تَترُكُها النّوَى | وَكَأنّما هيَ أرْسُمٌ وَرُبُوعُ |
وَذكرْتَ وَاجبَ حُرْمتي، فحفظتَها، | فَلَئِنْ نَسيتُكَ إنّني لَمُضِيعُ |
سأُوَدّعُ الإحسانَ بَعدَكَ واللُّهَى | إذْ حَانَ منكَ البَينُ والتّوْديعُ |
وَسأستَقِلُّ لَكَ الدّموعَ صَبَابَةً، | وَلَوَ أنّ دِجلَةَ لي عَلَيْكَ دُمُوعُ |
وَمِنَ البَديعِ أنِ انتَأيتَ وَلَمْ يَرُحْ | جَزَعي على الأحْشاءِ، وَهوَ بديعُ |
وَسَيَنْزِعُ العُشّاقُ عَنْ أحبابِهِمْ | جَلَداً، وَما لي عَن نَداكَ نُزُوعُ |
فإذا رَحَلْتَ رَحَلْتَ عَن دارٍ، إذا | بُذِلَ السّماحُ، فَجارُها مَمْنُوعُ |
وَقَطيعَةُ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ إنّها | تَغدو، وَوَصْلي دونَها مَقطُوعُ |
بَلْ لَيْتَ شِعْرِي هل تَرَاني قائِلاً: | هَلْ للّيالي الصّالحاتِ رُجُوعُ |
وَتَذَكُّرِيكَ على البِعَادِ، وَبَيْنَنَا | بَرُّ العِرَاقِ، وَبَحْرُها المَشرُوعُ |
يَفديكَ قَوْمٌ ليسَ يوجَدُ مِنهُمُ | في المجُدِ مَرْئيٌّ، وَلاَ مَسْمُوعُ |
خُدِعوا عَنِ الشّرَفِ المُقِيمِ تَظنّياً | مِنهُمْ بأنّ الوَاهبَ المَخدوعُ |
باتَتْ خَلاَئِقُهُمْ عَلى أمْوَالِهِمْ | وكَأنّهُنّ جَوَاشِنٌ وَدُرُوعُ |
قَنِعوا بمَيسُورِ الفَعَالِ، وَأُوهِمُوا | أنّ المَكَارِمَ عِفّةٌ وَقُنُوعُ |
كَلاّ، وَكلُّ مُقَصِّرٍ مُتَجَهْوِرٍ، | عِنْدَ الحَطيمِ، طَوافُهُ أُسْبُوعُ |
لا يَبْلُغُ العَليَاءَ غَيرُ مُتَيَّمٍ | بِبُلُوغِها، يَعصِي لَهَا، وَيُطيعُ |
يَحكيكَ في الشّرَفِ الذي حَلّيتَهُ | بالمَجْدِ، عِلْماً أنّهُ سَيَشيعُ |
خُلُقٌ، أتَيْتَ بفَضْلِهِ وَسَنَائِهِ | طَبْعاً، فَجَاءَ كأنّهُ مَصْنُوعُ |
وَحَديثُ مَجدٍ منكَ أفرَطَ حُسنُهُ | حَتّى ظَنَنّا أنّهُ مَوْضُوعُ |