خيال يعتريني في المنام
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خَيَالٌ يَعْتَرِيني في المَنَامِ، | لسَكْرَى اللّحْظِ، فاتِنَةِ القَوَامِ |
لعَلْوَةَ، إنّها شَجَنٌ لنَفْسِي، | وَبَلْبَالٌ لقَلْبي المُسْتَهَامِ |
إذا سَفَرَتْ رَأيتُ الظَّرْفَ بحتاً، | وَنَارَ الحُسنِ ساطِعَةَ الضِّرَامِ |
تَظُنُّ البرْقَ مُعتَرِضاً، إذا مَا | جَلا، عَن ثَغرِها، حُسنَ ابتسامِ |
كَنَوْرِ الأُقحُوَانِ جَلاهُ طَلٌّ، | وَسِمْطِ الدُّرّ فُصّلَ في النّظامِ |
سَلامُ الله، كُلَّ صَباحِ يَوْمٍ، | عَلَيكِ، وَمَنْ يُبلّع لي سَلامي |
لَقَدْ غادَرْتِ في قَلبي سَقَاماً، | بِما في مُقلَتَيكِ منَ السّقامِ |
وَذَكّرَنيكِ حُسْنُ الوَرْدِ، لمّا | أتَى، وَلَذيذُ مَشرُوبِ المُدامِ |
لَئِنْ قَلّ التّواصُلُ، أوْ تَمادى | بِنا الهِجرَانُ عاماً، بَعدَ عَامِ |
فكَمْ مِنْ نَظرَةٍ لي مِنْ قَرِيبٍ | إليكِ، وَزَوْرَةٍ لكِ في المَنَامِ |
أأتّخِذُ العِرَاقَ هَوًى، وَداراً، | وَمَنْ أهْوَاهُ في أرْضِ الشّآمِ |
فَلَوْلا غُرّةُ المَلِكِ المُرَجّى، | لآثَرْتُ المَسيرَ عَلى المَقَامِ |
وَكَيفَ يَسيرُ مُرْتَبِطٌ بنُعْمَى، | تَوَلّتْهُ مِنَ المَلِكِ الهُمَامِ |
وَجَدْنا دَوْلَةَ المُعتَزّ أدْنَى | إلى الحُسنَى، وَأشْبَهَ بالدَّوامِ |
هُوَ الرّاعي، وَنحنُ لَهُ سَوَامٌ، | وَلمْ أََرَ مِثْلَهُ رَاعي سَوَامِ |
تُبينُ خِلالَهُ، كَرَماً وَفَضْلاً، | فيَشرُفُ في الفَعَالِ، وَفي الكَلامِ |
يُضَاهي جُودُهُ نُوْءََ الثّرَيّا، | وَيَحْكي وَجْهُهُ بَدْرَ التّمامِ |
أمِينَ الله! عِشْتَ لَنا مََلِيّاً، | بِجَمْعٍ للمَحَاسِنِ وَانتِظامِ |
ضَمِنتَ رَدى عدوّكَ، وَالمَوَالي | تُدافعُ، دونَ مُلكِكَ، أوْ تحامي |
يَحُفُّ خَليفَةَ الرّحمَنِ مِنهُمْ | ذَوُو الآرَاءِ، وَالهِمَمِ العِظامِ |
أُسُودٌ أُطْعِمَتْ ظَفَراً، فعادتْ | بقَسْمٍ للأعادي، وَاهتِضَامِ |
كُمَاةٌ مِنْ كُهُولٍ، أوْ شَبابٍ، | وَفَوْضَى مِن قُعودٍ، أوْ قِيَامِ |
أمامَ مَحاذِرِ السّطَواتِ يَأوِي | إلى رَأيٍ أصِيلٍ، وَاعتِزَامِ |
إذا استَعرَضْتَهُ بخَفيّ لَحْظٍ، | رَضِيتَ مَهَزّةَ السّيفِ الحُسامِ |
غَفُورٌ بَعدَ مَقدِرَةٍ، إذا مَا | تَرَجّحَ بَينَ عَفْوٍ وَانْتِقَامِ |
فلَيسَ رِضَاهُ مَمنُوعَ النّوَاحي؛ | وَلا إفْضَالُهُ صَعْبَ المَرَامِ |
أبُوهُ البَحْرُ سَاحَ لَنَا نَداهُ، | فَفَاضَ، وَأُمُّهُ مَاءُ الغَمَامِ |
سقَتْ هَلكى الحَجيجِ، وَأطعمتهمْ، | وَأحيَتْ ساكني البَلَدِ الحَرَامِ |
وَرَدّتْ مِنْ نُفُوسِهِمِ إلَيهِمْ، | وَقَد أشفَوْا على تَلَفِ الحِمامِ |
فقَد رَجَعَتْ وُفودُ الأرْضِ تُثني | بذاكَ الطَّوْلِ، وَالمِنَنِ الجِسَامِ |
لَئِنْ شَكَرَ الأنامُ لَقَدْ أُغيثُوا | هُنَاكَ بِفَضْلِ سَيّدَةِ الأنَامِ |
إذا كَفِلَ الإِمَامُ لَهُمْ بنُعْمَى، | تَوَلّتْ مِثْلَهَا أُمُّ الإمَامِ |
وَلمْ تَرَ مِثْلَ إسماعيلَ عَيْني، | وَعَبدِ الله ذي الشّيَمِ الكِرَامِ |
أشَدَّ تَقَرّباً مِنْ كلّ حَمْدٍ، | وَأبْعَدَ مَنْزِلاً مِنْ كُلّ ذامِ |
تَقُولُ: الفَرْقَدانِ، إذا أضَاءَا، | فإنْ وُزِنَا تَقُولُ: ابْنَا شَمامِ |
هُمَا قَمَرَانِ هَمّا أنّ يَتِمّا | لنَفْيِ الظُّلْمِ، أجمَعَ، وَالظّلامِ |
وَسَيْلا وَادِيَينِ، إذا استُفيضَا | حَمِدْتَ تَدَفُّقَ الغَيْمِ الرُّكامِ |
أتَمَّ الله نُعْماكُمْ، فَإنّي | رَأيْتُكُمُ النّهَايَةَ في التَّمامِ |