كم من وقوف على الأطلال والدمن
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كَمْ من وُقُوفٍ على الأطلال وَالدِّمَنِ، | لم يَشفِ، من بُرَحاءِ الشّوْقِ، ذا شجنِ |
بَعضَ المَلامَةِ، إنّ الحُبّ مَغلَبَةٌ | للصْبرِ، مَجْلَبَةٌ للبَثّ وَالحَزَنِ |
وَما يُرِيبُكَ مِنْ إلْفٍ يَصُبُّ إلى | إلفٍ، وَمِنْ سَكَنٍ يَصْبُو إلى شَكَنِ |
عَينٌ مُسَهَّدَةُ الأجْفَانِ، أرّقَهَا | نَأىُ الحَبيبِ، وَقلبٌ نَاحِلُ البدَنِ |
أسقَى الغَمَامُ بلادَ الغَوْرِ مِنْ بَلَدٍ | هاجَ الهَوَى، وَزَمانَ الغَوْرِ من زَمَنِ |
إنّي وَجَدتُ بني الجرّاحِ أهلَ ندًى | غَمرٍ، وَأهلَ تُقًى في السّرّ وَالعلَنِ |
قَوْمٌ أشَادَ بِعَلْيَاهُمْ، وَوَرّثَهُمْ | كسرَى بنُ هُرْمُزَ مَجْداً وَاضِحَ السَّنَنِ |
تَسمُو بَواذِخُ ما يَبْنونَ مِن شَرَفٍ، | كما سما الهَضْبُ من ثَهلانَ أوْ حَضَنِ |
وَلَيسَ يَنفَكُّ يُشرَى في دِيارِهِمِ، | وَافي المَحَامِدِ بالوَافي مِنَ الثّمَنِ |
ألْفَاعِلُونَ، إذا لُذْنَا بِظِلّهِمِ، | ما يَفعَلُ الغَيثُ في شُؤبوبِهِ الهَتِنِ |
لله أنْتُمْ، فأنْتُمْ أهْلُ مَأثُرَةٍ | في المجدِ، مَعرُوفةِ الأعلامِ وَالسَّنَنِ |
فَهَلْ لكُمْ في يَدٍ يُنْمَى الثّنَاءُ بها، | وَنِعْمَةٍ ذِكْرُها بَاقٍ عَلى الزّمَنِ |
إنْ جِئتُموها، فلَيستْ بكرَ أنعُمكُم، | وَلا بَديءَ أيَاديكُمْ إلى اليَمَنِ |
أَيَّامَ جَلَّى أنُو شِرْوَانُ جَدُّْكَُمُ | غَيَابَةَ الذُّلِّ عن، سَيفِ بنِ ذي يَزَنِ |
إذْ لا تَزَالُ لَهُ خَيْلٌ مُدافِعَةٌ | بالطّعْنِ وَالضّرْبِ من صَنعاءَ أوْ عدَنِ |
أنتُمْ بَنو المُنعِمِ المُجدي، وَنحنُ بنو | مَنْ فَاذَ منكُمْ بعِظمِ الطَّوْلِ وَالمِنَنِ |
وَقَدْ وَثِقتُ بِآمَالي التي سَلَفَتْ، | وَحُسنِ ظَنّيَ في الحاجاتِ بالحَسَنِ |
ببارِعِ الفَضْلِ، يأوِي مِنْ شَهامَتِهِ | إلى عَزَائِمَ، لم تَضْعُفْ وَلمْ تَهِنِ |
مَا إنْ نَزَالُ إلى وَصْفٍ لأنْعُمِهِ | فينا، وَشُكْرٍ لِمَا أوْلاهُ مُرْتَهَنِ |